السبت، 14 سبتمبر 2013

زوجة أحمد عارف : اتقوا الله واصبروا , جددوا لله نياتكم




نافذة مصر
كتبت الأستاذة إيمان سعفان زوجة الدكتور أحمد عارف المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين , والمعتقل حاليا في سجون فرعون عصره , وقاتل أبناء وطنه , توصي المصريين بالصبر , والاحتساب , واستكمال مسيرة الشهداء , حتي الحصول علي الحرية والشرعية التي أريقت دماءهم من أجلها وقالت نصا
كم أدعو الله لأهالي الشهداء وأتمنى لو أقبل رؤوسهم واحدا واحدا.في وقت يموت فيه الناس بالحوادث كل يوم اتخذ الله الأصفياء من عبادة لشهادة أسأله أن تكون خالصة مقبولة
وتركوا من بعدهم آباء وأمهات وأزواجا وإخوة وأخوات وخطيبات ومقربين كثر..أحسب أن الله اصطفاهم كما اصطفى ذويهم , وأسأله بلطفه ورحمته أن يرضيهم بقضائه وقدره حتى لا يحبوا تعجيل ما أخره الله أو تأجيل ما عجله الله..
أعلم يقينا أن الحزن والبكاء رحمة
ونتعبد لله برحمة قلوبنا كما نتعبد له بالصبر
فنبي الله الخاتم صلى الله عليه وسلم بكى ابنه إبراهيم حين مات -وكلنا يدري مكانة الأولاد في قلوب والديهم خاصة إن كانوا صغارا -لكنه عقب قائلا "ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون"
و أبى أن يربط الناس كسوف الشمس حينها بوفاة فلذة كبده فيخلطوا المشاعر بالحقائق وقال "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا حياته"
وتحضرني سيرة الخنساء شاعرة العرب
ملئت الجزيرة العربية في الجاهلية ببكائها حتى عميت وبأشعارها في رثاء أخويها معاوية وصخرا , ثم يوم القادسية تصحب أولادها الأربعة للمعركة وتحثهم على القتال والصبر ولو استشهدوا وقد كان , فتصبر وتحتسب وتحمد الله أن شرفهم وشرفها باستشهادهم..
ألسنا ندعي حب الله ونرجو رضاه والجنة
أحسب أن هدف المسلم ليس الموت وإن كان في سبيل الله بل الحياة في سبيل الله
وعبادة الله وتعبيد الأرض لله ترجمة لمعنى الحياة في سبيل الله
"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" , ونضحي في سبيل غايتنا بكل نفيس وإن كان أرواحنا ذاتها عسى أن تكون شهادتنا في سبيل الله وقودا ونورا لمن سيحيون في سبيل الله
الهدف إذن الحياة في سبيل الله
أما الموت في سبيل الله فهو أحد الوسائل التي قد نتعرض لها في الطريق وهاهنا فالموت في سبيل الله اصطفاء لا انتحار , وقديما قالت العرب (ما هكذا تورد الإبل)
والله من لم يجدد نيته وهو ينزل في هذه الأيام التي قد يأتيه الموت فيها في أي لحظة فليمكث في بيته خيرا له , لا أتمنى أن يكون بيننا من ينزل ليبحث عن الموت لعله يقابل الشهداء
بل أقول لعل من يفعل هذا يؤخر الفرج..

أوصي نفسي وإياكم -وغالبيتنا إن لم يكن من أقربائه فمن أصدقائه شهيد-
وأعلم أن غالبيتكم ليسوا بحاجة لوصية لكن للتذكير عسى أن ننتفع بالذكرى
اتقوا الله واصبروا , جددوا لله نياتكم لله فقط فهو أغنى الشركاء عن نية فيها شائبة
واصطبر لعبادته , ومن يتصبر يصبره الله
همسة:
كما يهيم المسلمون بالصحابة والصحابيات لسيرهم الزكية , فنحن نهيم بالشهداء والشهيدات , لا لشخوصهم التي فنت بل لسيرتهم التي جعلها الله لسان ذكر لهم في العالمين..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق