الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

حينما تتحدث زوجة " الشافعي " فلتصمت الألسنة وتبكي العيون , ويبتهج القلب بصحابيات العصر



كتب – محمد صلاح
منذ فض رابعة وقلبي موجوع , يدمي , ينزف , لفراق أحبة كانوا ملائكة يحيون بيننا , سبق منهم من سبق , واعتقل منهم من اعتقل , وجرح منهم من جرح , ومنهم من ينتظر صامدا مجاهدا حتي يلحق بإخوانه شهيدا , أو جريحا , أو معتقلا


وكلما ضاقت الدنيا بنا أتذكر أحد ممن فارقونا لو كان بيننا فلان , ااااااااااااااااااااااه من قسوة الفراق , أتذكر الشافعي بابتسامته التي كانت تلين الحديد , والعناني بهمته التي كانت تقهر الظلام , وعزب بهدوئه الذي كان بجبرك علي الإبتسام , كثير غيرهم ممن سبق تركوا فينا بصمات , لم ولن يستطيع الانقلاب أن ينسينا أحد منهم , لأنهم ببساطة حفروا سيرتهم في القلوب , وأسماءهم من نور في السماء
كنت أمام مشكلة وخلاف في الرأي أول أمس مع احد الأحبة وخانني لساني وقال نصا لو المهندس أيمن موجود كانت خلصت , ولم أتمالك دموعي بعدها , وعرفت معني وجع القلوب , لما شعرت بوجع في قلبي , وغصة في بدني , وضيق في الفكر , تمنيت الموت وقتها , وزدت في بكائي حتى كاد القلب أن يقف , وأخذت في الدعاء للأحبة أن يلحقنا الله بهم في الصالحين , واسأل الله الثبات علي الطريق حتى نكون في صحبتهم يوم القيامة ,

وأخذت أتذكر ملامح الأحبة وأتصفح في صفحاتهم الشخصية , وكلمات محبيهم فيهم , حتي وصلت لخاطرة كتبتها الأخت الغالية , زوجة الحبيب الغالي الشهيد بإذن الله " المهندس أيمن الشافعي " الذي لقي الله مبتسما , صادحا بهتاف فزت ورب الكعبة ,
قرأت كلماتها مرة , ومرات , ما أجمل الإيمان ’ وما أروع الثقة بالله , ولم أتعجب , فهي من هي , هي زوجة الشافعي , وشريكة عمره وحياته , خرجت من عالمنا الحالي حيث عالم النبي صلي الله عليه وسلم , ولم أكن مبالغا , حينما تذكرت مواقف من سيرة الحبيب المصطفي والصحابيات رضوان الله عليهن , تذكرت حروب النبي الضروس , ومعاركه التي خاضها , وموقف الصحابيات معه , تذكرت حينما , سكتت الألسنة , ونطقت الأسنة , وخطبت السيوف علي منابر الرقاب , ووقفت إحداهن تحمي النبي صلي الله عليه وسلم , إنها مثلهن , لا تخاف إلا الله , ولا تخشي أحد , ثقتها بالله بالغة , يقينها الذي تحدثت عنه رأيته ولمسته من كلامها , دق قلبي , ودمعت عيني , وتمنيت أن نلقي الله ونحن علي الدرب , تذكرت الأم الثكلى حينما زف إليها خبر استشهاد ابنها ماذا قالت
هل قتلوا ولدي ما قتلوا – فحبيبي مصدر إلهامي
سأجهز أخوته حتى - يتألق فجر الإسلام
بقي أن نعيش معا كلمات زوجة الشهيد لعلكم تشعرون بما شعرت به , وتلمسون ما لمسته
في مثل هذه اللحظات ونحن هنا نعانى من هول الصدمة وبشاعة المشهد وقسوة الفاجعة - كان هناك مشهد آخر تماما يصيغه رب العزة صياغة ربانيه فائقة الروعة ويشرف على تنفيذه بدقه متناهية ملائكة الرحمن وهم يتساءلون وقد غمرتهم دهشة عارمة من هؤلاء ?من هؤلاء? وبينما نحن غارقون فى مشاعرنا المتضاربة بين حزن وفخر ورضا وغضب وتسليم ووووووووووووووو كانت الجنة قد أزينت واتخذت زخرفها والحور العين تتهادى متباهية بكثرة الخطاب ورفعت يا رابعة العز والكرامة والفداء إلى بارئك -وبدأت أعراس السماء -فطوبى لكم أيها الأبرار -وهنيئا لكم أيها الأطهار - اليوم و اليوم فقط نلتم حريتكم الحقيقة وفزتم بالنعيم المقيم حيث العدل المطلق والحق المطلق - وحيث يتحقق وعد الله لكم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر-
والله لقد عشقت الشهادة بعد أن رأيتك حبيبي ولمست بيدي ومشاعري وبصري وكل جوارحي حق اليقين - حين رأيت ابتسامتك الرائعة وعينيك التي تتطلع إلى شيء تراه ولا نراه - ودمائك الذكية تسيل على يدي وجسدك الندى ينبض بالحياة - وقتها ووسط اندهاش الجميع سجدت لله شكرا وأنا اهتف ما شاء الله لا قوة إلا بالله -- فرحانة ليك يا أيمن قوى - صدقت الله فصدقك --ووجدتنى أدعو اللهم صب على زوجى وحبيبى النعيم صبا - ورغم غيرتي طول عمري من الحور العين إلا انى دعوت بقوه أن تكون هذه الليلة ليلة زفافه إلى الحور العين - - أحبك وافتخر بك وستظل روحي تعانق روحك الطاهرة ما حييت وسأظل على العهد ما بقيت وستظل دعوة الإخوان محفورة في قلوبنا نزود عنها بأرواحنا - وسأنتظر لقائك بلهفة ولن أرتاح إلا بقربك وسأحاول ما استطعت أن أكون مثلك فربما يحنو على الله فأفوز فوزك
زوجة الشهيد:حنان صلاح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق