الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

ذكريات من مذبحة فض رابعة يرويها أحمد سلطان



نافذة مصر
لا نستطيع أن نقول أنها مجزرة لأنها في الحقيقة عملية إبادة ..سيبقى تاريخ 14/8/2013 هو تاريخ يوم أسود على مصر ...

أؤمن أننا سننتصر ذات يوم وسنعود إلى رابعة أرض ارتوت بدماء أطهر من على أرض مصر ,, أثق في ذلك لثقتي في أن الله لن يضيع هذه الدماء ولن يضيع أجر الأبطال في الميادين هذه ثقتي في ربي .

لن أنسى ما حدث في هذا اليوم ,, وليس من حضر وكان في رابعة كــ من شاهد عبر التلفاز أو سمع من صديق أو قريب عما حدث , فالذي حدث أكبر بكثير من أن يتخيله أحد ..

لن أنسى صوت الآآآهات اللي مازالت في ذهني من ذلك الأخ الذي أصيب بطلقات الخرطوش ولا يستطيع الحراك عندما عدت الى الخيمة في محطة البنزين وقد خرج كل من فيها بسبب تقدم اليهود أقصد الجنود بطريقة سريعة ,,, فناديت على بعض الأخوة وأتى أربعة وحملوه وهو يتألم ,,, وفجأة أسمع صوت ضعيف هزيل "آآآآآه آآآآآه الحقوني " أبحث فأجد مصاب في الصدر والدم يسيل منه ,,, اقتربت القوات جدا فناديت على الأخوة ولم يجيبني كلهم خرجوا من البنزينة فخرجت والدموع تملأ عيناي لعدم المقدرة على فعل أي شيء لإنقاذ هذا الاخ ,,,
لا أعلم ان كان الاخ قد استشهد اثر اصابته أو قتله ظابط أو جندي أو حرق أثناء اشتعال البنزينة .... لكن ما أعلمه جيدا أن دمه سيشهد له يوم القيامة ..

لن أنسى هذا الفتى الذي لم يتجاوز عمره الـــ 16 عاما وهو يحمل حقيبته على ظهره وأتى به بعض الأخوة يحملونه وهو مصاب برصاصة في الرأس أخرجت ما بداخله والدماء تسيل كالمياه من رأسه والكل حوله يبكي ويشاهد خروج روحه والبعض يلقنه الشهادة ,,, لن أنسى أخوه الأصغر وهو يجلس الى رأسه ويشاهد أخوه يحتضر ويبكي ويقول *حسبي الله ونعم الوكيل * أما أبوه فجلس الى الجانب الآخر يبكي ويردد " الحمد لله الحمد لله ""

شعورك واحساسك بالعجز عندما ترى شاب في ريعان عمره يحتضر ولا تستطيع أن تنقذه أو تمده لبعض الوقت بالحياة هو شعور ليس بالهين أبدا .

لن أنسى وأنا ذاهب الى مستشفى رابعة لأبحث لي عن صديق هلى هو من الشهداء أو المصابين هذا الاخ الذي اصيب برصاصة اخترقت أذنه الى رقبته والأخوة يحملونه وكان مبتسم ويكبرون فسألتهم ماذا حدث قالوو :: قال الشهادة واستشهد ....

لن أنسى أم الشهيد حذيفة التي كانت تجلس على باب المستشفى الميدان هي وأولادها الصغار يبكون وتقول " حذيفة ابني حافظ القرآن استشهد ... هو قالي يا أمي متسأليش عني لإني نازل ومش راجع " لم أتمالك الدموع ,, أدخل المستشفى فأرى مالم أتخيل في حياتي أن أراه رصاصة في القدم رصاصة تخترق ساعد اليد فتجعله جزئين .. كنت أرى مصابين يحملون شهداء ...

لن أنسى ابتسامات بعض الشهداء ,,, لن أنسى الأطفال في مسجد رابعة العدوية وهم يجلسون حول رؤوس الشهداء : أقول في فرارة نفسي كيف سينسى هؤلاء الأطفال ما رأوه ,,, ماذا ستحمل قلوبهم تجاه هؤلاء القتلة ..

لن أنسى الشهيد محمد قنديل عندما عاد إلى الخيمة أثناء خروجنا منها يحمل بدلته الخاصة بالمحاماة فسأله احد الإخوة " راجع تجيب البدلة ,, هو الواحد ضامن هيطلع من هنا "" رد عليه الشهيد " علشان الجلسات اللي في المحكمة معنديش غيرها وهو يبتسم " ...

أخيرا لن أنسى هذا الرجل القعيد الذي أصيب بطلقة قناصة أثناء سيرنا في الشارع الموازي لمستشفى رابعة بعيدا عن الميدان ,,, كيف تجرأ هذا الذي يقتل قعيد أعلم أن الله اختاره بين هؤلاء ....
لكن أليس هناك قلب أليس هناك عقل أليس هناك رب أليس هناك حساب ...

ما قولته جزء مما رأيت وما حدث كان أعظم بكثير



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق