الاثنين، 16 سبتمبر 2013

محمود الشاذلي يكتب خطيئة المؤامره



بلا مقدمات .. مصر العظيمة تعرضت لأكبر مؤامرة فى تاريخها الحديث والمعاصر لطمس معالم الوطن وتركيع الشعب ، واذلاله ، واهدار كرامته ، وسلب ارادته تحت غطاء شعبيا مزيفا ، شارك فيها القاصى والدانى .. القريب والبعيد ..العدو والصديق . اختلفت حساباتهم .. تناقضت توجهاتهم ، ولكن اتفقت اراداتهم على تحقيق شيىء واحد هو اعادة الوطن لنقطة الصفر والقضاء على هويته الاسلاميه . هذا ليس كلاما أو تحليلا أو ادعاء انما هو للأسف الشديد الحقيقه المريرة التى سرعان مابدأت تكشف عنها الأيام وبسرعه مذهله لم يكن يتوقعها أحد من الرفقاء الذين ظنوا أن الأمور قد دانت لهم بعد المذابح البشعه التى شاركوا فيها فى غياب كامل لضميرهم الوطنى والانسانى وتجردهم الأخلاقى وذلك أثناء فقدانهم للوعى ومرورهم بحالة النشوه المزيفه أثناء احتفالاتهم بتحقيق حلمهم فى تحديد معالم الطريق الذى يحقق لهم غايتهم .

كشفت الفترة السابقه رغم قصرها أنهم طالبوا رجال الصناعة بالتوقف حتى لاتتنهض مصر ، وينعم شعبها بالرخاء ، والاستقرار ، لافشال أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخها هذا ما شهد به منذ أيام رجل الصناعه أحمد أبو هشيمه ..رفضوا تنفيذ أوامر الرئيس د. مرسى وعرقلوا كل محاوله له للنهوض بالوطن ، هذا مااعترف به شخصيا وزير الداخليه مفتخرا ومبتهجا عبر شاشات التليفزيون حتى أدركنا مغذى قول المستشار أحمد مكى وزير العدل السابق من أن الرئيس كان حبيس القصر ، ويملك ولايحكم ، والأكثر والأخطر من ذلك أن الأجهزة السيادية كانت تتجسس على الرئيس والاخوان المسلمين ، هذا ماقاله الفريق شفيق وعلى الهواء أيضا منذ أيام للشعب المصرى المسكين والمخدوع .

اليوم بعد أن سقطت الأقنعة وانكشف الزيف واصبحت الحقيقه واضحه وضوح الشمس فى وضح النهار وأدرك الناس يقينا تلك الحقائق المذهله والكارثيه فان الزعم بعد ذلك لأى أحد مثقف أو مدعى ثقافه أو حتى متفيقه أو سياسى أو مدعى سياسه أو ثورى أو مدعى ثوريه أو مستقيم البنيه أو منبطح أن 30 يونيو كانت ثوره شعب هو قلة أدب وانحطاط ونقص فى التربيه .

ثبت بالدليل القاطع كما سجل التاريخ فى رصده لمسيرة كل دول العالم وكفاح شعوبها من أجل الحريه والاستقلال لمن يفهم ويدعى حرصه على الوطن والشعب ان ادارة الأوطان والنهوض بالشعوب لايمكن لها أن تتحقق بالقتل ، والقهر ، والحرق ، والاستبداد ،والسجون ،والمعتقلات ،وتكميم الأفواه ،وابادة الشعوب ،وهتك عرض النساء ، والفتك بالشيوخ والأطفال ،كما أن حب الوطن لايمكن له أن يتحقق بالخداع ، والأغانى الحماسيه لحفنه من المأجورين ، وتهليل المنافقين ، انما بالاقناع والحوار لأن الشعب ليس فاقدا للهويه أو مسلوب الاراده بلا قيمه .

ان استخدام الدين فى الصراع السياسى هو أكبرخطيئه ترتكب الآن ، والاعتقاد بأن القضاء على التدين الفطرى للمصريين سوف يتحقق بتشويه صورة الاسلاميين ، اما بتوريط حزب النور السلفى للاصطفاف فى خندق العلمانيين استغلالا لجهل وقلة الخبرة السياسيه لقادته ، وتشويه صورة الاخوان المسلمين الذين كانوا يحكمون بالأمس ولكنهم انقلبوا عليهم ، وشيطنتهم فى الاعلام ، وترويع أسرهم ، وبث الرعب فى نفوس جيرانهم ، وقتلهم ،وسحلهم ، فى محاوله لابادتهم ، مستخدمين أقذر الأسلحه التى استاء منها الناس ، والغاء وزير الأوقاف تصاريح خطبة الجمعه لعدد 55 ألف امام ، ومنع اقامة صلاة الجمعه فى الزوايا التى تقل مساحتها عن 80 متر ، والتنبيه على خطباء المساجد بضرورة الحديث عن اسرائيل على أنها دوله صديقه وجاره ، والله أوصى بسابع جار ، واقناع الناس بأن الاخوان المسلمين وحماس خوارج ، والاعلان عن خط تليفون ساخن لتلقى بلاغات المواطنين عن الأئمه الذين يخرجون عن هذا النهج .

أثق فى شموخ الشعب المصرى العظيم ، ويقينى أنه أكبر من أن يفرض عليه أحد العبودية ، وأعظم من أن يقبل بحياة الذل ، والمهانة ، تعايشا مع مايحدث الآن من متناقضات ، واتقاء لما يراه شرورا قادمه وسيحافظ باذن الله وحوله وقوته على هويته الاسلامية التى يحاولون سلبها ، ولن يقبل أبدا بغير الحق منهاجا وطريقا يسير عليه هو وأولاده وأحفاده من بعده .

ونحن اليوم فى وقت العسرة الذى تبدلت فيه المواقف وتغيرت معه القناعات بفعل القهر والاستعباد ، أقول الحق وأنا مرتاح الضمير ، بارىء الذمة أمام رب العالمين الذى يملك نواصى العباد ويقدر لهم أقدارهم ، وأقول ماأقول ويعلم الله رب العالمين أنه ليس لغرض ، أو هوى ، أو لحساب أحدا كائنا من كان انما حسبة له تعالى ، ناصحا أمينا فما أسهل ألا أسبح ضد التيار فى هذه الفترة العصيبة كما فعل غيرى ، وأركن الى الحياة وهدوءها وأن أنضم وبسهوله الى الذين آثروا السلامه وما أكثرهم ، والآخرين من المنافقين والمتحولين الذين أججوا نار الفتنة حتى أصبحت كل الطرق بالوطن تؤدى الى سلب روح الانتماء التى تجعل المواطن المصرى بلا قيمة فيفقد ماتبقى لديه من حب للوطن بعد أن يرى أن حقوق الحيوان مقدرة ومقدمة على أبسط حقوقه كانسان كرمه الله تعالى وأعلى من شأنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق