الاثنين، 30 سبتمبر 2013

فاطمة الزهراء خالد عيسى تحكي قصة اعتقال أبيها " نام أبى وما نامت أعين الجبناء"


نافذة مصر
روت فاطمة الزهراء خالد عيسى ابنة الأستاذ الدكتور خالد عيسي الأستاذ بكلية الطب جامعة طنطا , وأحد فرسان الدعوة بمحافظة الغربية , وأحد مناضلي رابعة العدوية قصة اعتقال أبيها قائلة


لم يعد أبى هو من اعرف بعد فض رابعة والنهضة .....فقد عاد صامتا ساكتا .اقرب إلى الهدوء والتأمل .....لم يحك الكثير عما رأى فقد كان يكفى بالنسبة له أن عاد باثنين من اعز أصدقائه أو قل إخوانه وهما شهداء ..مر يوم الخميس وكان أبى قد عاد صباح الخميس وانشغلنا بتشييع الجنائز ثم الجمعة بما فيها من أحداث والسبت والأحد ...منذ يوم السبت تقريبا وهو ينام لدى عمى تحسبا للاعتقال حتى جاء يوم الأحد كان عمى قد سافر إلى عمله في القاهرة وكان أبى متعبا عائدا بعد منتصف الليل وتناول غذائه الذي لم يكن قد تناوله بعد فقد كان طوال الوقت خارج المنزل ولم يعد إلا لدقائق ,
وقتها ’ كان عمو ياسر عبده قد اعتقل من عيادته ولذلك خرج مسرعا ولم يتناول الطعام الذي كنا قد أعددناه ....كان أبى في غاية التعب وخجل من أن يذهب لبيت عمى بدون وجوده ولهذا قال لامي انه سيستخير ويبيت في المنزل وفى الركعة الثانية من الاستخارة لم يكمل الدعاء لنومه من فرط التعب ........نام أبى ولم تنم أعين الجبناء
.كانت أمي تسخر وتقول لنا استعدوا لزوار الليل ككل يوم ننام بالإسدال ونتجهز...ثم دخلت لتنام هي واخوتى وبقينا أنا واختى الصغيرة ويا للمصادفة كنا نستمع لأنشودة اخى انت حر ....
.فى حوالى الساعة الثانية والنصف كنت قد دخلت لانام وبقيت بثينة مازحتها قائلة (حسيبك لوحدك لما ييجوا) سمعت بثينة صوت المصعد فاخذت توقظنى وانا اقول لها (مش هما يمكن البواب (كنت متخيلة انهم المفروض يضربوا التكتفون الاول)) .....ثم سمعت الطرق على باب المنزل لم يستخدموا الجرس بل كانوا يطرقون بمؤخرة البندقية!!!!طلبت من بثينة ان تنتظر حتى اوقظ امى فربما تستطيع جعل ابى يهرب باى طريقة ولكن كانت جدتى قد استيقظت فزعة على طرق الباب واخذت تصرخ اما انا فانسحبت الى غرفتى لكى البس واستيقظت امى فزعة على صوت جدتى وكذلك جدى وابى استيقظ على صوت جدتى فخرج ولم يكن يلبس حينها سوى (جلابية) النوم ولا يرتدى نظارته او حتى (الشبشب).....وجهوا اليه فوهة البندقية لكى يثبت مكانه وطلبوا منا البطاقة
.كان بقية اخواتى قد استيقظوا على صوت الصياح واخذوا يصرخون فيهم (هاتوا البطاقة )....اعطتهم امى البطاقة واخذت ترجوهم ان تعطى ابى النظارة ولم يرضوا الا بعد ان جذبت جدتى يد احدهم بعنف وهى تدعوا وتصرخ ووضع النظارة فى جيبه !!!!!
اخذوا ابى بدون حذاء وبملابس نومه وخرجنا نودعه على السلم ........لا اعلم كيف اعطانى الله الثبات لكى ننزل بعض درجات السلم وراءه ونهتف (اثبت يا بابا ......متخافش يا بابا).
ثم اتجهنا الى الشرفة لنرى ابى ونحن ندعوا عليهم فاذا احدهم يرفع سلاحه فى وجهنا كانه يتقى به من سهام السحر التى لا تخطئ اخذوا ابى وتركونا ....تركوا جدتى فى حالة انهيار لولا ستر الله .....وتركونا مصريين على ان نكمل الطريق ونستعيد الحقوق .....شعرت بقوة المظلوم وخوف وضعف الظالم فى اعينهم .....قصة ابى نقطة فى بحر من الظلم وهى لا تمثل شيئا بجوار قصصا اخرى اشد ايلاما وقسوة ولكنها كلها مصابيح على الطريق .....لم نستسلم ولن نستسلم .......والفرج قريب باذن الله ......


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق