السبت، 21 سبتمبر 2013

تعرف على المهندس جهاد الحداد الذي لا يعرفه الكثيرون .. شهادة أقرب أصداقئه


نافذة مصر :

يحكي المهندس يوسف عبدالباقي أحد الأصدقاء المقربين للمهندس المعتقل جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان بعض من ملامح حياته والتي لا يعرفها الكثيرين .. حيث قال :

- والله قلبي يعتصر ألما على أخي الحبيب الذي ضحى براتب لا يحلم به أحد ومنصب لا يحلم به أحد وترك كل شئ وأعطى الدعوة من وقته وماله وجهد جبار لا يعلم به أحد.
م. جهاد قيمة علمية لا يعلم عنها الناس وجهد جبار لا يستطيع غيره بذله.
كانت أوربا مفتوحة أمامه ليعيش فيها في مكانة لا يحلم بها كثير من الأوربيين أنفسهم. عمل منذ سنوات في إنجلترا في أماكن لا يحلم بها الإنجليز أنفسهم.

- عائلة المهندس جهاد عائلة مجاهدة صابرة بصورة لا يتخيلها أحد ولا يعلم عنها أحد.
أبكي الآن ليس فقط حزنا على أخي الحبيب ولكن على وطن يرفع من قيمة البلطجية والحرامية ويعتقل النابغين.

- كنت حريص دايما أكلم أخي وصديقي جهاد الحداد علشان أقابله. قبل الثورة كان بيبقى منشغل جدا وقدر مرة واحدة نتقابل في نادي الصيد بأسرتينا.
قال لي وقتها: تعرف يا يوسف إني تقريبا مش بنزل خالص أفسح الأسرة بسبب إنشغالي وكويس إنك كلمتني علشان أنزل.
ثم بعد أقل من ساعة قرر الإنصراف لأن هناك بعض الأعمال يجب أن ينهيها رغم أننا كنا الجمعة.
بعد الثورة لم يكن لديه حتى هذا الوقت.
كنت أعرف كما كان يبلغني أني ربما صديقه الوحيد الذي يقابله كصديق ونتحدث كأصدقاء وليس لعمل دعوي هنا أو هناك.
فكنت أتصل به كل فترة أحاول أن أدفعه للخروج مع زوجته وإبنته فكان يرد أنه لا وقت نهائي للتفكير اصلا في الخروج.
فكان يقول لي: صعب أخرج أتفسح بس أنا عندي ساعة ونصف بعد صلاة الجمعة القادمة لا يوجد فيها مواعيد. ما تجيلي البيت وأنا بجهز للميعاد اللي بعديك ندردش مع بعض فيهم.

- كان من أكثر ما رأيت في حياتي إنشغالا. كلمة أقولها بأمانة ولا أبالغ فيها على الإطلاق.
كان بيته في مدينة نصر بسيطا جدا وكان بالإيجار ولم يكن يحب البهرجة.
من زار بيته يعلم كم كان بسيط.
غرفة الضيوف هي غرفة عمله. قام ترابيزة بسيطة للعمل وكمبيوتر وكنبه للجلوس وصناديق بلاستيك من التي تباع في محلات أدوات المطبخ يضع فيها ملفاته المهمة. تجد الصناديق بنظام فوق بعضها وبجانب بعضها.
ثم تتعجب أن بداخل هذه الصناديق البسيطة في ظاهرها ملفات وأوراق مهمة جدا وفيها من العلم ما لا يعلمه غيره وقليل آخرين.
كان دائما يشكرني عندما نتقابل ويقول لي: يوسف إنت الوحيد اللي تقريبا بقابله كعلاقة إجتماعية بره الشغل سواء الدعوي أو الشخصي. إوعى تبطل تكلمني ونتقابل. لو انت مكلمتنيش حتبقى حياتي بلا إجتماعيات.

- والله كان شاب غير كل الشباب. كان في عله الشخصي مهتم بأعمال كبيرة ومهمة لدرجة لا يتصورها أحد.
وكان يعطي وقته كله للعمل والبحث والدراسة ولم يكن يهتم كثيرا بلهو أو فسح أو صداقات.
أتذكر إبتسامته البسيطة. وضحكاته التي يحاول أن لا يترك لها العنان. وكلامه العربي الملئ بلكلمات الإنجليزية رغما عنه لأنه عاش في إنجلترا وقت كبير من حياته. كنت أحب مجالسته وأسعد عندما يتصل بي لأجده فقط يطمئن على أحوالي رغم إنشغاله الشديد
جهاد الحداد إنسان متميز لا أعلم أحد مثله. له تركيبه فريدة وخبرات لا تجدها مجتمعة في رجل في السبعينات من عمره.
جهاد الحداد أعتبره من عباقرة مصر ونابغيها ومن المفترض أن تكرمه مصر وتهتم به لتستفيد منه لا أن تعتقله.

- في 2009 كنت في مقابلة مع لجنة من ثلاثة إنجليز لتقييمي للحصول على منحة Chevening وكان قد تم إختيار 40 متقدم م حوالي 2000 متقدم لإختيار نصفهم فقط للمنحة.
ومن المفترض أن اللجنة كانت على مستوى عالي من الحرفية. منهم موظف مهم من الخارجية البريطانية.
فذكرت إسم المهندس جهاد الحداد وقتها للتدليل على شئ معين في سياق الكلام.
العجيب أني وجدت موظف الخارجية يتكلم على م جهاد وكأنه يعلمه. فسألته إن كان يعلمه؟ فقال لم أقابله ولكن نجاحاته في عمله بعد حصوله على المنحة في 2007 جعل الكثيرين يتكلم عنه أمامي فسمعت إسمه كثيرا كمثال للنجاح.

- عمل المهندس جهاد الحداد فترة في مكتب المعماري نورمان فوستر Norman Foster والمعمارية زاها حديد Zaha Hadeed والإثنان حاصلان عل جائزة بريتزكر المعمارية Pritzker prize وهي أرفع جائزة معمارية في العالم ومعلوم أن العمل في مكاتبهم شئ صعب جدا بالأخص نورمان فوستر. والعمل في الفرع الرئيسي في لندن صعب جدا حتى على المعماريين الإنجليز.
ولكن المهندس جهاد الحداد إستطاع العمل في مكتبه في لندن ومكتب زاها حديد في لندن وأي معماري يعلم ما معنى هذا الكلام.

- تم قبول المهندس جهاد الحداد في منحة chevening عام 2006 على ما أذكر وهي من أرفع المنح في العالم ويتقدم لها حوالي 2000 متقدم ولا يحصل عليها غير 20 متقدم.
م جهاد لم يكن لديه أي من الشروط التي وضعتها المنحة كشرط مبدأي لقبول أوراقه والنظر في طلبه. ولكن لأن إمكاناته كانت رائعة ولأن ال Motivation letter كان أكثر من رائع فوافقوا على الجلوس معه ليعلموا أكثر عنه ثم وافقوا عليه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق