الاثنين، 30 سبتمبر 2013

محمد حسين محمد يكتب "دلجا تنزف"



نافذة مصر
دلجا بلد التجارة ، لا يوجد بها تجارة ،،
دلجا المزدحمة ، أصبحت فارغة ..
دلجا بلد ال٢٠٠٠ حافظ للقرآن ، لا تعمل كتاتيبها ،،
دلجا بلد الشيوخ والعلماء ، لا يوجد بها شيوخ ولا علماء ،،
دلجا بلد ال١٠٠٠٠٠ مسلم ، معظم من يمشي في شوارعها أقباط ،،
دلجا التي كان فيها حفلات زفاف إسبوعيآ ، أصبحت مثل المقابر ،،
دلجا الممتلئة بالزراعة والصناعة ، أصبحت مثل الجبل لا يعمل فيها أحد ،،
دلجا التي كان يأتي التجار من المراكز للبيع فيها ، لا يأتي أحد إليها من وقف حالها ،،
دلجا بلد الرجالة ، رجالها معتقلون وهاربون ومشردون ،،
دلجا بلد النساء الثوريات ، نسائها محبوسون في البيوت ،،
دلجا بلد الشباب المتحمس المتحدي الصامد ، شبابها مطاردون ،،
دلجا بلد أكثر الأطفال الحافظون للقرآن ، أطفالها نائمون لأن شيوخهم غير موجودون ،،
دلجا التي يأتي لها الفقراء من البلاد ليأخذون ما يلزمهم ، لا يأتون لأن الجمعية الشرعية والجمعيات مغلقون ،،
دلجا بلد الدورات الرياضية والتي يأتي لها البلاد للعب دورات خارجية ، مراكز شبابها مغلقة لأن شبابها مهددون ،،
دلجا التي يأتي لمقاهيها القري المجاورة لسماع الماتشات الأوروبية علي شاشات العرض الكبري ، مقاهيها فارغة لأن البلاد المجاورة خائفون ،،
دلجا التي تسهر حتي الصباح وليلها كنهارها لا يمشي أحد في شوارعها بعد الساعة ١٢ ، لأن من يمشي يدخل السجون ،،

دلجا التي سياراتها تمشي علي الطريق الغربي ال٢٤ ساعة ، سياراتها آخرها بعد المغرب لأن لا أحد يسافر بعد المغرب ومن يسافر مصيره هو وسائق والسيارة الأخذ والتحقيق داخل الأقسام ،،
دلجا التي كانت مساجدها لا تغلق لأن كان فيها ندوات وكان يأتي كبار السن من القرية والقري المجاورة لحفظ القرآن ، مساجدها تغلق بعد صلاة العشاء لأن من يجلس ليحفظ القرآن يأخذه أمن الدولة بتهمة التجمع لقلب نظام الحكم والإرهاب ،،
دلجا الممتلئة بالسايبرات لا أحد يدخل سايبراتها ، لأن معظم شبابها غير موجودون والشباب الآخر يخاف أن يقتحم السايبر الشرطة ويتهمونه بحمل إيميل فيس بوك ويأحذونه للسجن ،،
دلجا رابعة الصعيد ، أصبحت مثل رابعة بعد فض الإعتصام ،،
دلجا بلد مسجد عباد الرحمن مسجد رابعة الصعيدي ، أصبح مسجدها مثل مسجد رابعة بعد الفض ،،
"ورغم كل هذا النزيف ، ما زالت دلجا صامدة" ..
وتخرج مسيراتاها يوميا .. ولم ولن تتوقف يوما واحدا باذن الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق