الجمعة، 27 سبتمبر 2013

محممود الشاذلي يكتب ياكل هؤلاء ..انها مصر



يوما بعد يوم تتضح الرؤيه ويزداد اليقين بأن مصر تتعرض لأكبر مؤامره فى تاريخها تهدف فى المقام الأول الى طمس معالم هويتها الاسلاميه ، والتلاعب بشرعيتها الدستوريه ، بعد المحاولات التى تهدف الى ترسيخ شرعيه مزيفه لكل من يسطو على السلطه من خلال وضع دستور ملاكى ، وقطاع خاص والهدف تحويل مصر الى دوله بلا قيمه فاقده للاراده تتقاذفها الصراعات التى يحدد خطاها مجرمون . أخجل بل ويعترينى الحزن وأنا أقول وبوضوح شديد أن اليقين يزداد عندى يوما بعد يوم بأن التيار السلفى بالأسكندريه وجناحه السياسى حزب النور أحد أبرز وأهم أدوات هذه المؤامره ، وحتى أكون منصفا فاننى أقرر ان ذلك قد يكون عن جهل ، أوغباء لدى القاعدة العريضه لهم ولكنه عن قصد لدى بعض وليس كل القاده الذين ستظل مواقفهم السلبيه وصمتهم على مايجرى من تدمير ومحو لكل المظاهر الاسلاميه ، والذى يؤكد ذلك مواقف أبرز قادتهم كالذى ثبت كذبه وانكشف أمره عندما ذهب على رأس وفد لتقديم فروض الولاء والطاعه لشفيق ظنا منه أنه الناجح ، وهذا الذى رصدته الكاميرات وهو يروج بأمريكا للانقلاب على أنه ثوره جنبا الى جنب مع عمر عفيفى الضابط المعروف بعدائه للاخوان ، بل واعلان رئيس حزبهم رسميا بأنهم لن يدعموا أى مرشح اسلامى فى الانتخابات الرئاسيه القادمه بل وألمح بتأييد مرشح عسكرى . لذا سيظل هؤلاء ولسنوات طويله لغزا محيرا وعلامة استفهام كبيره فى الواقع السياسى المصرى .

القضيه فى نظرى أكبر بكثير مما يحاول النظام أن يصوره فى الاعلام ، ويسوق له عبر الصحف من أنها حرب على الارهاب الذى يمثله الاخوان المسلمين الذين حظروهم اليوم وبالقانون غير مدركين أن الأفكار لاتموت ولايمكن لألف اجراء كهذا أن يمحوها من الوجود ، أو يقضى على مارسخته من معانى نبيله فى النفوس ، وانما القضيه تتعلق بالهويه ، والقضاء على كل ماهو اسلامى من الوجود ، نعم من الوجود ، فى مصر وغير مصر ، وما عمليات القتل ، والسحل ، والتعذيب ، والتنكيل ، والاعتقال ، والترويع ، والمطاردات للاخوان المسلمين لاشغال الرأى العام عما يخططون له واثناء الاخوان عن التصدى لمخططاتهم باعتبارهم أحد أبرز وأهم الفصائل الاسلاميه المدافعه عن القضايا الوطنيه والهويه الاسلاميه وبصدق كما ألمس وأرى فى أرض الواقع كنائب سابق بالبرلمان عن حزب ليبرالى وراصد مهنى كصحفى ، ومحلل سياسى منتمى للتيار المدنى ، وليس للاخوان الذى لاأدعى شرف الانتماء تنظيميا الى عضويتهم .

لايمكن عزل أمر اقالة د. ماجده القرضاوى رئيسة الطب الشرعى من منصبها عما يتم التخطيط له نظرا لارتباط دورها الرئيسى بكشف الحقائق بشأن الأحداث الجسام التى مر بها الوطن من قتل المتظاهرين السلميين الذى مازال الجدل يدور حولها ، كما أنه جاء بعد أقل من يومين من اعلان الصفة التشريحيه عن مقتل اللواء نبيل فراج نائب مدير أمن الجيزه فى عملية اقتحام كرداسه والذى برأ الاخوان حيث تم اغتياله على مسافة مترين كما جاء بالتقرير وهو بين قواته .

قولا واحدا .. لايمكن أيضا عزل مايدور فى لجنة الخمسين المعينه لاعداد دستور وليس لتعديله عن هذا المخطط ، خاصة وأن التسريبات التى تخرج منها ومن لجانها وتصريحات متحدثها الرسمى فى مؤتمراته الصحفيه تؤكد على أننا بصدد مأساه كبرى ستجعل من مصر منطقه مستباحه خلقيا ، وسياسيا ، واجتماعيا ، بعد أن يصل الأمر فيها أن يساهم الدستور فى اقرار زواج الأخ بأخته كما جاء فى البيان الرسمى للجماعه الاسلاميه وجناحها السياسى حزب البناء والتنميه ، وكذلك تمكين البوذيين ، والبهائيين من ممارسة طقوسهم . وهذا اللامعقول هدف رئيسى وهام يسعى لتحقيقه كل أعداء مصر فى الداخل والخارج ، لذا فان موقفى يتعلق بأمور وطنيه لايمكن لها أن تلتقى أبدا فى أهدافها وغاياتها مع هذا السرك المنصوب للحط من قدر الاخوان ، والصاق كل البلاوى التى تحدث فى هذا المجتمع بهم ، للتشفى فيهم ، والفرجه عليهم ، وللأسف يشارك فيه مثقفين ، ومفكرين ، وساسه بحثا عن مغانم لهم ولوعلى أشلاء الوطن ، ويغيب عنهم جميعا أنها مصر .

ان مايحدث بمصر من قهر ، وتكميم للأفواه ، له علاقة مباشره بالاستنزاف الذى يحدث لموارد الدوله ونهب ثرواتها من خلال القانون الخطير للمزايدات والمناقصات الذى أصدره الرئيس الانقلابى المؤقت . واستيلاء الحكومه على أموال أصحاب المعاشات البالغ قيمتها 485 مليار جنيه طبقا لما أعلنه د. محمد معيط مستشار وزير الماليه ، وماتم من اصدار قانون بمنح وزير العدل صلاحية بيع الأراضى للمستثمرين الأجانب خاصة فى سيناء ومحور قناة السويس .

وبعد .. هل يوجد انسان يحترم نفسه فى هذا الوطن مهما كان توجهه واتجاهاته الفكريه ، أو العقائديه ، يقبل أن يساهم ، أو يشارك ، أو حتى يجلس متفرجا على ضياع وطن فيه امه ، وأبيه ، وزوجته ، وأولاده ، ويصفق لتكميم الأفواه رغبة منه فى ازاحة كل منافسيه ، ويساهم فى اهدار كرامه الانسان على هذا النحو الذى نراه الآن نكايه فى تيار ، أو حقدا على شخص .. ياكل هؤلاء لايمكن أن يكون هذا هو الطريق الذى يصنع فيه الانسان لنفسه كيانا محترما فى المجتمع حتى ولو وصل لموقع الصدارة فيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق