الأحد، 10 نوفمبر 2013

"حسن صقر" الأسير فى معتقلات الإنقلاب يكتب: شكرا أيها الانقلابيون (1 – 2)


حسن صقر

قدر الله سبحانه وتعالى لهذه الدعوة وهذا الوطن "مصر" ان تمر بهذه المحنة على ايدى هؤلاء الخونة، وشاء الله ان تكون في هذه المحنة.. منح عظيمة .. قطعت فيها الامة سنوات وسنوات في طريق الدعوة نقول لهم شكرا ايها الانقلابيون الذين جعلهم الله قدرا لمشيئته ونصره وتمكينه ونقول شكرا لله عز وجل اذا ذكرنا الفوائد التى عادت على الامة والصف الاسلامى في هذه المحنة فهى لا تعد ولا تحصى نذكر منها :-

1. تربية الامة تربية جهادية

كانت الامة بعيدة كل البعد عن معانى الجهاد والشهادة والتضحية والبذل والعطاء كنا نقرا ذلك فى كتبنا وسيرتنا ولكن لم نربى عليه انفسنا وعندما شاء الله ذلك ظهرت معادن هذا الصف الربانى فرأينا نماذج تذكرنا بالصحابة والتابعين ونذكر منها
ذلك الفتى الذى مضى على زواجه يوما واحدا وعندما سمع بالفض ترك زوجته لنصرة دينه واخوانه ، فاذا به الآن معتقل يذكرنا بحنظلة بن ابى عامر رضى الله عنه الذى ترك زوجته صباح عرسه ليلحق بالجهاد مع رسول الله.
وهذا اخر مضى على زواجه اسبوع واحد، وهو الان بين المعتقلين .
وهذا الشاب الذي وقف في الميدان وقت فض الاعتصام وأخذ يتصل بأمه ويقول لها: ألقاكم في الجنة بإذن الله يا أمي.
وهذا الطفل الصغير الذي يقول لأمه يا أمي نفسي أموت شهيد.
هذا كله فضلا عن 47 يوم فى الاعتصام تبرز فيها معانى الصبر والاحتمال، والصيام والقيام، والصلاة تحت الحر وفوق الجمر .
ما كان لهذه المعاني أن تظهر عند قراءتها لفظا لولا هذه المحنة.

2. التربية الايمانية للامة

لقد عشنا خلال فترة الاعتصام معاني ايمانية في معسكر كبير لمدة 47 يوم من الصلاة والذكر والدعاء والقيام في شهر رمضان وظهر داخل الميدان الاخوة و الايثار والحب ، ثم قدر الله لنا الاعتقال فنحن في هذا المكان بين قيام وذكر وقرآن وانخلعت قلوبنا عن كل امور الدنيا وخلصت لله عز وجل ، فأي تربية ايمانيه هذه لم نكن نحلم بها ، وفى نفس الوقت تظهر بيننا معانى الحب والايثار والتضحية والوفاء والترابط.

3. دور المرأة المسلمة
أظهرت لنا هذه المحنة ان للمرأة المسلمة دورا لا يقل عن دور الرجال ، وقدمت المرأة المسلمة نموذجا من الجهاد والتضحية والعطاء لا يقل عما قدمه الرجال ، فهذه " هالة أبو شعيشع "وهذه "أسماء البلتاجي" وهذه "سهام الجمل " عضو مجلس الشعب ، وهذه الأم ذات السبعين عاما استشهدت برصاصة في جبينها.
قدمت المرأة أما وزوجة وابنة شهداء على هذا الطريق ، وما زالت المرأة تتواجد في الميادين رغم القتل والاعتقال ولم يرهبها ذلك ان تؤدي دورها بين الرجال فقدمت المرأة ملحمة تاريخية من الصمود والتضحية والعطاء تذكرنا بسمية ونسيبة ورفيدة وصفية وظهر لنا معادن زوجاتنا وامهاتنا وأخواتنا جليا ، فهذه زوجة توفى زوجها شهيدا فصبرت واحتسبت ، وهذه أم فقدت ولدها فصبرت واحتسبت، وهذه أخرى في قلب الميدان تحث ولدها على الجهاد والشهادة وتقول له اذهب فقد احتسبتك عند الله عزوجل، وهذه اعتقل زوجها واخوها وابوها فظلت ثابتة وما لانت لها عزيمة.
أنا لن ألين ولن أخون ...... أنا لن أغادر ارضها
أنا لن أهادن من بغوا ..... يوما على أبرارها
أما زوجات وأهالى المعتقلين فهم أيضا يقدمون النموذج ، فهذه الزوجة تاتى لزوجها من اقصى محافظات مصر وتربط على قلبه وتقول له احتسبتك من المجاهدين، هذه زوجة تحل محل زوجها في عمله وتربية أولاده، وتقول له اثبت فأنت على الحق.
ما كان لهذه النماذج ان تظهر الا في هذه المحنة، بل هذه الاحداث انهت المشكلات الزوجية والخلافات العائلية وزادت من الترابط الاسرى داخل المجتمع.

4. الابناء والبنات
يقول سيد قطب تظل كلماتنا عرائس من شمع حتى اذا ما قتلنا رويناها بدمائنا دبت فيها الحياة ، فقد احيا الله بدماء هؤلاء الشهداء في نفوس ابناءنا هذه المعانى من الحب والتضحية والشهادة لهذا الدين ، فهذا عمر هريدى - شهيد بورسعيد - الشاب ذو الـ 18 عاما الذى ختم حفظ القرآن لينال الشهادة فى حادثة المنصة، حاول الطبيب اسعافه بعد اصابته فقال له : خلاص يا دكتور ان شفت الجنة، وهذه اسماء وهالة وغيرهم كثير، الذين اظهروا حبا للدين ما كان ليظهر الا في هذه المحنة .
حتى الأطفال قدموا النموذج، فهذا احمد مصطفى ذوى العامين والنصف الذى يقول لامه ان عايز اموت شهيد بس فيه مشكلة ابقى ضابط فقال له ابوه خلاص تبقى ضابط شهيد .
فبالله عليكم كم كنا نحتاج من سنوات حتى يربى هذا الجيل هذه التربية الجهادية الحقة ، لذلك نقول وبأسى: شكرا لكم ايها الانقلابيون

5. الشباب عصب الامة

الشباب هم امل الامة ، كنا لا نعطيهم قدرهم ولا نثق في امكانياتهم وقدراتهم على حمل هذه الرسالة ، ففجرت هذه المحنة طاقات عظيمة من الشباب ، فمن كان يتخيل انه بعد اعتقال قيادات الصف الاول من الاخوان المسلمين ، المرشد العام ونواب المرشد ومكتب الارشاد ومسئولى المكاتب ان تستمر الدعوة ويستمر العمل ، فمن كان يتخيل ان يزداد العمل قوة وان يستمر حشد الشعب في الميادين رغم غياب القيادات المؤثرة ، لقد ادار الشباب المعركة بقدرة وكفاءة عالية ، ذكرنا ذلك باسامة بن زيد ومحمد الفاتح والسابقين من الصحابة والتابعين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق