الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

فورين بوليسي: السيسي وداعميه الخليجيين لن يستطيعوا إعادة مصر إلى ما قبل ثورة 25 يناير


هاجم أستاذ العلوم السياسية والشئون الدولية في جامعة جورج واشنطن البروفيسور "مارك لينش"، دعم وزارة خارجية الولايات المتحدة للانقلابيين في مصر، مؤكدا أن ما حدث انقلاب عسكري متكامل، واصفا الفريق أول عبد الفتاح السيسي بأنه "مستبد مصر"، قائلا: "إن مصر لن تعود لما قبل ثورة 25 يناير 2011.

وانصب هجوم الكاتب بقوة وسخرية - وهو رئيس تحرير قسم الشرق الأوسط في دورية "فورين بوليسي" الأمريكية أمس السبت- على وزارة الخارجية اﻷمريكية والوزير جون كيري؛ لدعمهم الانقلاب العسكري في مصر والمدعوم من دول خليجية.

وعن مظاهر الدعم قال الكاتب: إن كيري خلال زيارته الأخيرة لمصر قال: إن تعليق واشنطن لجزء من مساعداتها لمصر ليس عقوبة، مضيفا أن كيري يبدو حريصا على التظاهر بأن مصر على طريق الديمقراطية، بل حتى يبدو وكأنه يعتقد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة المعادية للديمقراطية ستدعم تحولا ديمقراطيا.

وتابع "علاوة على ما سبق، قام كيري مؤخرا بتأييد خطاب النظام، من خلال الزعم بأن الإخوان المسلمين "سرقوا" الثورة، من خلال الفوز في انتخابات حرة ونزيهة دعمتها واشنطن بقوة".

وعن سبب الدعم الأمريكي الأخير، أشار الكاتب إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما على الأرجح لديها قضايا إقليمية أكبر بكثير تتعامل معها مثل الملف النووي الإيراني والحرب في سوريا، علاوة على أن هناك القليل يمكن القيام به للتأثير على مجرى الأحداث في القاهرة؛ بسبب العداء المتفشي نحو واشنطن عبر الطيف السياسي المصري.

وأوضح الكاتب أنه "نظرا لهذه التحديات الجسام، فإنه من المرجح أن إدارة أوباما رأت أنه إذا كان بالكلام المعسول يمكن استرضاء حلفاء أمريكا في الخليج قليلا، بينما تقوم واشنطن بدفع سياساتها التي لا تروق لهم في إيران وسوريا فليكن".

وعما إذا كان ما حدث انقلابا أم لا قال الكاتب: إنه على الرغم من أن ما حدث في 3 يوليو يتفق مع تعريف الكتب الأساسية للانقلاب- حيث يتدخل الجيش ويقوم بتعليق الدستور واعتقال القيادة السياسية المنتخبة- إلا أن كثيرا من المصريين احتجوا بأن الجماهير في الشوارع طالبت بالتغيير، مؤكدا أن هذه الذرائع لا تجعل الأمر مختلفا بالتأكيد.

وأوضح الكاتب وجهة نظره بالقول: "لئلا ننسى فإن كل ما حدث منذ 3 يوليو دون استثناء، أكد الانقلاب العسكري في مصر. وقد فعل النظام العسكري بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح السيسي كل شيء في الكتاب، من اعتقال وتعامل بوحشية مع أنصار النظام القديم، وغرس التمجيد والهالة حول شخصية قائد الانقلاب، والسيطرة بإحكام على وسائل الإعلام، وإدارة مرحلة العملية الدستورية التي يتم تصميمها لحماية سلطة وامتيازات العسكر، وحتى قيامه بالوعد بالعودة إلى الديمقراطية في نهاية المطاف.

وعن تصور واشنطن لتبعات ما حدث قال الكاتب: "أعتقد أن هذه الإدارة تدرك أن الواقع هو أن الانقلاب كسر سياسة البلاد في المستقبل المنظور، ووزارة الخارجية بالتأكيد ليس لديها أي أوهام بأن النظام العسكري في مصر ليس لديه أي إجابات للاقتصاد المتأزم في البلاد، والتوافق السياسي المحطم، أو المؤسسات المنهارة".

وأضاف "لينش" أن العملية الدستورية الحالية والانتخابات المزمع إجراؤها صممت فقط لإعادة بناء واجهة مدنية للنظام العسكري الشعبوي.

وأضاف الكاتب "سوف يتم تمرير دستور السيسي المرجح الجديد بالتزكية أيا كان مضمونه، وسوف يكتسح أنصاره الانتخابات البرلمانية، وهي ليست مهمة صعبة، حيث إن خصومهم الرئيسيين إما موتى أو في السجن".

وعن ترشح السيسي للرئاسة قال الكاتب: إنه إذا ما قرر قائد الجيش ترشيح نفسه للرئاسة فإنه قد يشكل حزبا كمظلة جديدة ينعته بـ"الوطنية " و"الديمقراطية"، تماما كما فعل حسني مبارك من قبله مع الحزب الوظني الديمقراطي.

وعن أثر تلك التحركات على الولايات المتحدة، قال الكاتب: إنه من المرجح أن ترى الولايات المتحدة في هذه "المباركية الجديدة" أمرا جيدا بما فيه الكفاية لتبرير إعادة العلاقات الودية مع القاهرة. "ولكن مشاكل مصر لن تبقى بعيدة، فسوف يكون الرئيس القادم في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية نفسها التي أدت في نهاية المطاف إلى الإطاحة بكل من مبارك ومرسى".

وقال: "لن يكون هناك تأثير دائم لتأجيج نيران الكراهية ضد الإخوان المسلمين، ولبناء تمجيد لشخصية حول السيسي، ولتجريف النقد الخليجي في فرن. في نهاية المطاف سيعود عدم الاستقرار والاحتجاج الشعبي".

وأكد "لينش" أن الجنرالات والداعمين الخليجين لن يكونوا قادرين على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء إلى عام 2010، في مصر أو في المنطقة.

الحرية والعدالة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق