الأحد، 10 نوفمبر 2013

بيان من الإخوان المسلمين بمناسبة الحكم الصادر ضد الجماعة


بسم الله الرحمن الرحيم

يتصور البعض أن جماعة الإخوان المسلمين عبارة عن بيان في دفتر يمكن أن يشطب، أو محل تجاري يمكن أن يسحب ترخيصه، بقرار إداري أو حكم مسيس، ولم يعلموا أن هذه الجماعة عبارة عن عقيدة ومبادئ وأفكار تربط أعضاءها من نياط القلوب وتوحد بينهم بنور العقول، وتؤلف بينهم من أعماق المشاعر.

هذه العقيدة والمبادئ والأفكار هي الإسلام الذي رضيه الله للناس دينا ومنهج حياة انتشر بين الناس بالحجة والإقناع وغيَّر قيمهم بالتربية والتهذيب والأخلاق وغيَّر سلوكهم وحياتهم بالتدرج والتمهل والسلمية، وأسدى البر والخير للناس أجمعين .

وعلى هذه الأسس أقام الإمام البنا دعوة الإخوان المسلمين فقال عن نفسه : "أنا مواطن ينشد لوطنه الكرامة والحرية والاستقرار والحياة الطيبة في ظل الإسلام الحنيف" وقال عن جماعته : "ونحب كذلك أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا، وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغناء ... وإنه لعزيز علينا أن نرى ما يحيط بقومنا ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس، فنحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب ولن نكون عليكم يوما من الأيام"

من أجل تطبيق ذلك انطلقت الجماعة تعمل في كل مجالات الحياة، مجال الدعوة، تُعلم الناس الإسلام الصحيح الوسطي وتجمعهم على تنفيذ شعائره وشرائعه وتحميهم من الغلو والتطرف فترفض فكرة تكفير المسلمين وترفض استخدام العنف والإرهاب من أجل تطبيق الأحكام وتعتمد في الجدال مع المخالفين على الحجة والبرهان والالتزام بالسلمية في الدعوة والحركة، وفي مجال الثقافة أقامت المساجد والمدارس وإصدار الصحف والمجلات والكتب وإلقاء المحاضرات والندوات والخطب، وفي المجال الاجتماعي أنشأت المستشفيات والمستوصفات وسيرت القوافل الطبية لعلاج المرضى في أعماق الريف وأطراف الصحراء، وأنشأت الجمعيات الخيرية وقدمت الدعم المادي والعيني للفقراء والمحتاجين.

ولبت نداء الوطن فقام شبابها بعمليات فدائية ضد الاستعمار البريطاني في القناة حتى اضطر إلى التفاوض والرحيل، ولا تزال أسماء شهدائهم محفورة على المسلة الموجودة أمام جامعة القاهرة.

ولبت نداء الأمة فأرسلت آلاف المجاهدين إلى فلسطين لحرب الصهاينة وشهد بشجاعتهم وبسالتهم اللواءان صادق والمواوي قائدا حملة الجيش المصري إلى فلسطين .

وأخيرا خاضت انتخابات كثيرة لمجالس إدارات النقابات المهنية ونوادي أعضاء تدريس الجامعات واتحادات الطلاب ثم مجالس الشعب والشورى وحققت أغلبيات كبيرة في معظم هذه الانتخابات بإرادة الناخبين الحرة وقدمت خدمات غير مسبوقة لكل الناخبين وأثبتت كفاءة ونزاهة وتجردا شهد به جميع المنصفين، ثم توجت هذه الانتخابات بانتخابات رئيس للجمهورية كان ينتمي لهذه الجماعة، إيمانا منها بالديمقراطية واحتراما منها لإرادة الشعب وسيادته، ولم ينجح أحد منها مرة واحدة فيما سبق بالتزوير أو جاء على ظهر دبابات أو استخدم عنفا من أي نوع .

واليوم يستخدم خصومها كل أنواع العنف والإرهاب والظلم المادي والمعنوي ضدها بدءا بالقتل والاعتقال وتلفيق التهم ومصادرة المقرات والأموال وسحب التراخيص والتشويه بالكذب والافتراء عن طريق الإعلام .

إن الانقلابيين الطغاة لا يعبأون بمصالح ملايين المصريين الذين كان الإخوان يخدمونهم ويدعمونهم، وهم يجهلون أن الدعوات لا تموت وأن دعوتنا جذورها في التربة المصرية وفي الفطرة المصرية منذ خمسة وثمانين عاما، وأن فروعها ممتدة في كل المدن والقرى المصرية، كما أن غيرهم فعل فعلهم فألقاهم التاريخ في أسود صفحاته وسجل عاره، وعادت الجماعة أكثر ناصرا وأقوى إيمانا .

(والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ)
(وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)

الإخوان المسلمون

القاهرة فى : 2 من المحرم 1435ه الموافق 6 من نوفمبر 2013م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق