الاثنين، 25 نوفمبر 2013

جارديان: صراع سعودي بعد "الانقلاب" بمصر



قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مرحلة ما بعد الانقلاب في مصر هي بداية المشاكل للسعودية.

وأضافت الصحيفة، في تقرير للكاتب ديفيد هرست أن ثلاثة من الأسرة المالكة السعودية كانت بصماتهم واضحة في الانقلاب العسكري بمصر هم: الأمير بندر، رئيس المخابرات، والأمير مقرن، رئيس المخابرات السابق والمتطلع لولاية العهد، وخالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السعودي
.
وتابع الكاتب أن "بندر" صار هدفا لانتقادات ملحوظة وغير مباشرة من الصحافة السعودية، واستشهد بقول جمال خاشقجي، في صحيفة "الحياة": "لم يعد رجال الاستخبارات المحلية والعالمية قادرين على تغيير التاريخ وتأسيس الدول، ورسم الحدود وصناعة الزعماء. نعم يستطيعون تخريب المسار ووقف الحركة، لكنهم سيعجزون عن تشغليها من جديد.

ووصفت "الجارديان" ما كتبه خاشقجي بأنه شيء جرىء وفقا لمعايير الصحافة السعودية، وأنه يعكس التوتر بين الأمراء المتصارعين في بيت آل سعود، والسياسات التي روج لها بشدة "بندر" ومجموعته، التي تصم وزير الخارجية السعودي الحالي، ولم تسر أي منها على ما يرام".

وتابع ديفيد هرست: "الأوضاع في مصر لا تزال محتدمة، الأمر الذي دفع "ها هيلر"، المحلل بمعهد الخدمات الملكية المتحدة، الذي يقع مقره في مصر، الذي اشتهر بانتقاده الحاد للرئيس مرسي، إلى وصف الوضع في مصر، منذ انقلاب يوليو، بأنه أعنف عملية قمع تقودها الدولة المصرية ضد مصريين خلال التاريخ المعاصر.

وأردف التقرير: "الأمر مكلف أيضا، فالسعودية والإمارات تمولان الدولة المصرية المشلولة. الشيخ منصور بن زياد آل نهيان، نائب رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة، ألقى قنبلة خلال زيارة رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي عبر القول بأن الدعم العربي لمصر لن يستمر طويلا. لقد تم تشبيه دفعة المساعدات الإماراتية لمصر، والبالغ قيمتها 3.9 مليار دولار، بأنها بمثابة نقل دم لمريض ينزف بشدة".

وتابع الكاتب البريطاني: "مشاكل الدين المصري (عند عزل مرسي، كان الدين الخارجي والمحلي يساوي 89% من الناتج المحلي الإجمالي) لن تساعدها عملية السعودية، وهي المحاولة السعودية لتخفيض معدل البطالة المحلي، عبر تقليل عدد العمال الأجانب، الذي يقدر بـ 9 ملايين شخص"، لقد غادر المملكة مئات الآلاف من العمال بعد الحملة التي شنتها السلطات السعودية على العمال الأجانب غير المسجلين، وهو الصراع الذي أسفر عن قتل ثلاثة إثيوبيين".

واستطردت "الجارديان": "نحو 700 ألف عامل مصري على الأقل يواجهون خطر الترحيل، وهم يوفرون دخلا مطلوبا لمصر في الاقتصاد المصري الراكد، وهو السبب الذي كان يدفع مرسي إلى التزام الهدوء تجاه دور المملكة في زعزعة استقراره".

وتابع: "قرار المملكة السعودية بدعم الانقلاب العسكري في مصر أثر على علاقتها مع دولة إقليمية هامة، وهي تركيا، التي تعد مثالا على نجاح الإسلام السياسي في دولة مدنية. حزب "العدالة والتنمية" التركي كان داعما أساسيا لمرسي ولتونس. القرار السعودي بمناهضة مرسي دفع تركيا في أحضان إيران، عدو السعودية اللدود. لقد دعا الرئيس التركي عبد الله جول نظيره التركي حسن روحاني لزيارة تركيا، كما قام وزير الخارجية الإيراني المعتدل جواد ظريف بوصف العلاقات الإيرانية التركية بأنها "عميقة الجذور ومتآخية".

وتابعت: "حرب "بندر" ضد الإسلام السياسي ظهرت آثارها على الحدود السعودية المضطربة مع اليمن، الحاجة إلى مقاومة تقدم جماعة "الإصلاح" اليمنية الإسلامية في اليمن دفعت السعودية لدعم ميليشيات الحوثيين التي حاربتها المملكة يوما ما، حتى إن "بندر" قام بلقاء الحوثي البارز صالح هبرة في لندن".

واستطرد هرست: "التوتر في الداخل والخارج عاد ليتحول إلى حقيقة سياسية في المملكة، حيث الجماعات المتنافسة داخل العائلة المالكة السعودية تتنافس للاهتمام الملك العجوز، لا سيما أن ولي العهد سلمان بن عبد العزيز يعتقد أنه مصاب بمرض "الخرف"، لقد تم ترشيح سليمان من قبل الملك، لكنها المرة الأخيرة التي سيكون فيها ملك سعودي قادرا على اختيار خليفة، فإذا أصبح سليمان ملكا سيتم اختيار ولي عهده عبر هيئة تدعى "هيئة البيعة"، وهي الهيئة التي تميل للأمير الأحمد، وهو منافس لـ"مجموعة بندر"، وهو العضو الأصغر في "آل السديري"، وهو الذي يبدو معارضا للاتجاه الذي تقود به مجموعة بندر السياسة الخارجية للمملكة، لذا تحاول مجموعة بندر إقناع الملك باستبدال سلمان بالأمير مقرن، بما يجنبهم مشاكل هيئة البيعة".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق