الاثنين، 11 نوفمبر 2013

بيان من الإخوان المسلمين بشأن ثبات الرئيس محمد مرسي



بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من الإخوان المسلمين بشأن
ثبات الرئيس محمد مرسي

أبهر الرئيس محمد مرسي العالم بثباته وصموده وصلابته واطمئنانه حتى منح أنصاره الذين خرجوا ليشدوا من أزره شحنة معنوية هائلة تشد هي من أزرهم وتحضهم على الثبات والاستمرار والتمسك بالحرية والشرعية والسيادة الشعبية .

وتساءل كثيرون عن سر هذا الصمود والاطمئنان، وللإجابة على هذه التساؤلات نقول :

1. الإيمان : ونعني به الإيمان بالله تعالى وأنه مع الحق ولو كان مظلوما وأن العاقبة الحسنة عنده للمتقين، وفي هذا يقول تعالى (وَمَن يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) والإيمان باليوم الآخر وفيه سيقام العدل المطلق وسيقتص للمظلوم من ظالمه (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * ومَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًا يَرَهُ) والإيمان بالقدر "واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا" .

2. الشرعية : وهي تعني أن الرجل جاء إلى منصبه بإرادة شعبية حرة كشفت عنها انتخابات رئاسية تنافسية نزيهة، لم يتم تزويرها فلم يغش أحد أو يخدعه، ولم يستخدم عنفا أو إرهابا في إكراه أحد على انتخابه، ولا غدر ولا خان، ولا جاء على ظهر دبابة أو محتميا بطائرة أو مدفع .

3. الوطنية الصادقة : وتعني أن الرجل يعشق وطنه ويريد أن ينتشله من الهوة التي ألقاه فيها فاسدوا الأنظمة السابقة، فسعى إلى إقامة مؤسسات دستورية كاملة عبر آليات ديمقراطية صحيحة، واحترام حقوق الإنسان، وإطلاق الحريات العامة، والتخطيط لإقامة المشروعات القومية العملاقة لدعم الاقتصاد والقضاء على الفقر والبطالة وجذب الاستثمار وتعظيم الانتاج وتقوية الجيش والرقي بالتعليم والبحث العلمي، والاكتفاء في الغذاء والدواء والسلاح، والتحرر من التبعية والمعاملة مع جميع الدول باحترام وندية، وتوسيع دائرة التعاون الدولي، حتى تستعيد مصر مكانتها في العالم .

4. الإخلاص والتفاني في العمل، والاستقامة والنزاهة : فالرجل كان يعمل ثماني عشرة ساعة في اليوم، وكان يسافر إلى بعض الدول ويعود في نفس اليوم ليستأنف العمل، وكم أرهق مساعديه من الشباب الذين كانوا يعجزون عن مجاراته، وفي ذات الوقت كان يتعامل مع المنصب على أنه تكليف ومغرم وليس تشريفا ولا مغنما، فظل يعيش في شقة يدفع إيجارها، ولم يتقاضى مرتبه طيلة العام الذي قضاه في الرئاسة وحينما ذهب الانقلابيون يبحثون له عن سقطة لم يجدوا إلا كل ما يشرفه ويرفعه .

5. إيمانه بأن الحق معه وأن الاتهامات كلها مكذوبة وملفقة : حينما يشعر المرء بأن الحق معه، والحق فوق القوة بل إنه أقوى من القوة، فإنه لا يعبأ بقوة الجيوش ولا ببطش الطغاة، إن فاقد الشرعية وخائن الأمانات والعهود يرتعد من الرعب ولو كان مدججا بالسلاح محاطا بأسوار من الجند، لذلك فقد اختطف الانقلابيون الرئيس وأخفوه حتى عن أهله وأرسلوا المحققين له معصوبي الأعين، وغيروا مكان المحاكمة قبلها بيوم واحد وحشدوا أكثر من عشرين ألف جندي لحراسة المحاكمة إضافة إلى المدرعات والطائرات، وحرصوا على سريتها وعدم إذاعتها، كل ذلك لأنها باطلة، أما من حيث أن الاتهامات مكذوبة وملفقة، فالرئيس حافظ لكتاب الله الذي يقول (ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ولَعَنَهُ وأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) وشهد المستشار أحمد مكي وزير العدل يوم حادثة قصر الاتحادية أنه لم يأمر الشرطة أو الحرس الجمهوري بقتل أحد، إضافة إلى أن القتلى كان معظمهم من أنصار الرئيس (8) والإثنان الآخران كانوا واقفين ناحية أنصاره، ولا يعقل أن يأمر بقتل أنصاره .

والمأساة أن يشترك القضاء في هذه المظلمة حتى يقول المستشار الغرياني رئيس محكمة النقض السابق "دعونا نعلنها اليوم صريحة وواضحة، إن مصر الآن بلا قضاء، وبلا سلطة قضائية، وبغرابة وبدون مبرر تستجيب النيابة وتنحني وتطعن عدالة الدولة بخنجر الظلم وتساعد الظالم على نشر ظلمه"

كل هذه الأسباب تبعث الثقة في المؤمن بالله وبعدالة قضيته فيثق في نفسه وتفيض منه على أنصاره .
(إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)
(ومَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)

الإخوان المسلمون

القاهرة فى : 3 من المحرم 1435ه الموافق 7 من نوفمبر 2013مقا بمعدن شعبه صافيا يردد "وعلى الله قصد السبيل".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق