الجمعة، 15 نوفمبر 2013

أحمد فهمي يكتب : اشتغالة" في الوقت الضائع



نافذة مصر
قرأت عنوان خبر منشور في صحيفة المصري اليوم، عن زيارة "طراد" روسي لميناء الإسكندرية، فلم أتمالك نفسي من الضحك..
العنوان يقول: بالصور.. استقبال شعبي وعسكري لقائد الطراد الروسي في الإسكندرية..كله "بيشتغل" على كله..
روسيا بيخوفوه بيها أمريكا، وأمريكا فاهمة الموضوع، وروسيا برضه فاهمه، لكن لا بأس من المضي قدما لتحصيل بعض الفوائد المتناثرة، والتقاط بعض الصور الباسمة..

من يعرف مستوى التغلغل الأمريكي في مصر، وقريب منه التغلغل "الموسادي" في ثنايا دولتنا الحبيبة، لا يملك إلا أن يقهقه دون توقف، وهو يتابع ذلك التحول المصري العظيم تجاه "أبو الروس" بطل الأبطال..

مصر تتحول تدريجيا إلى منطقة رخوة، ومن سمات الرخاوة أن تتحول البلد إلى مسرح لـــ اللاعبين الكبار، يترجمون عليه صراعاتهم..
يعني الأول كنا بنشارك بفريق أساسي، دلوقتي داخلين بالملعب فقط..

بوتين عندما قرر إرسال وزيريه إلى القاهرة لم يكن غارقا في الفودكا، فلا يوجد رئيس دولة عاقل يسعى للارتباط مع نظام انتقالي، هو نفسه لا يعلم مستقبله، ولا أين يتجه؟
وإذا كان قائد الانقلاب نفسه كشف أنه يخشى على مستقبله، فمن ذلك المغفل الذي يسعى لتدشين مشروعات طويلة الأجل مع نظام يحكم على سطح صفيح ساخن؟..

في السياسة، الكلام ببلاش، والنظام الغرقان يتعلق بقشة، ويبيع "هدومه" علشان يتجنب الفضيحة، وهو ما يحدث حاليا في مصر مع فارق بسيط، أن النظام الانقلابي لن يبيع "هدومه" بل سيبيع "هدوم" المصريين، وهات لي دولة واحدة ارتبطت مع روسيا وانصلح حالها..
زيارة الوزيرين الروسيين- مع الطراد العظيم- تشبه "جولة سياحية" أو "زفة سياسية" تكلفتها مدفوعة مقدما من "الطرف الثالث"، مجاملة للعريس..

في العرض العسكري الذي قُتل فيه السادات قبل ثلاثين عاما، كانت المخابرات الأمريكية تشارك في حمايته، والسلاح الأمريكي يملأ مستودعات الجيش، بينما يشدو المعلق العسكري للعرض مادحا سياسة "تنويع مصادر السلاح" التي اتبعها الرئيس المؤمن، يعني الطيارات من أمريكا، و"الأفرولات" من موزمبيق..

وما السياسة إلا مسرح كبير..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق