نافذة مصر
والله يا ناس.. ما كسرتني الهزائم والخطوب.. لكن كسرني أن الكثيرين من بني وطني يتسمون بكل هذه الخسة والنذالة والوحشية ويفخرون بها ويستمتعون بها.. أخجل من انتمائهم للبشرية مثلنا.. يشينني ذلك.. ويخجلني.. تماما كما يخجل أي واحد من أن له أخا قاطع طريق أو قاتلا أو مهرب مخدرات.. بل أكثر مائة مرة ألف مرة مليون مرة.
أتذكر قصة فرانز كافكا: المسخ.. وكيف كانت الأسرة تخجل عندما مسخ أحد أفرادها إلى مسخ ضخم أشبه بالصرصار.. حبسوه وأخفوه عن عيون الناس كي لا يلحقهم العار.. فكيف أحبس أنا ملايين من بني وطني مسخوا مسخا أبشع من مسخ كافكا.. ملايين لهم ذلة العبيد ونفاق العبيد وخسة العبيد بل يتسمون بسمات الشيطان ذاته.. مسوخ.. حيوانات.. أتذكر مقاطع من قصيدة لصلاح عبد الصبور .. قصيدة لا ينقص من روعتها أنها مسروقة:
هذا زمن الحق الضائع..
لا يعرف مقتول فيه من قاتله ولما قتله..
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات..
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس..
فتحسس رأسك..
فتحسس رأسك..
فتحسس رأسك
حيوانات.. بل أخس كثيرا من الحيوانات..
ولقد قلت لكم كثيرا أن الأمر لا يتعلق بالدكتور محمد مرسي ولا بالإخوان ولا حتى بالدستور.. الأمر يتعلق بالقيم المطلقة.. لا تقتل لا تسرق لا تكذب لا تزن.. أما هم فإنهم يفعلون كل ذلك ويغتبطون به..
...
حيوانات..
حيوانات..
حيوانات..
...
في تعاملي مع الناس أصبحت أرقبهم في ريبة..فإن كان ممن اغتبطوا فإنني أرى فيه رأس حيوان على جثة بشرية نتنة..لم تعد الريبة تغادرني إلا عندما أقابل من يحمل علامة رابعة.. في يده أو في قلبه..أحسبهم: أهل رابعة وأخواتها.. هم الذين يمثلون في زماننا: الفرقة الناجية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق