السبت، 31 أغسطس 2013

د. أحمد عبد الحميد يكتب: جيل جديد من الحروب


د. أحمد عبد الحميد:

في جيل جديد من الحروب، مش بيحتاج "حشد" عسكري. فرقة الجيش بحالها، عبارة عن عدد ممكن ما يزيدش عن "خمس" أفراد. كل واحد في متخصص في تخصص بعينه.
تخيل مثلا، بدل من أن يتم إرسال جيش كامل لدولة أخرى، يتم إرسال "فيروس" يضر بالشبكة الكهربية، فجأة تتعطل كل الأجهزة الكهربية في دولة بعينها. أو تخيل مثلا يتم تنشيط فيروس كما حدث في إيران(ستوكس-نت)، يدير تربينات تخصيب يورانيوم بسرعة أعلى أو أقل تؤدي بضرر المنتج. أو آخر، يعبث بأجهزة التحكم في قمر صناعي ولو كان عسكريا، أو يؤدي للضرر المباشر بتربينات سد؟!

القصد، الفريق المكون ربما من خمسة أشخاص، يوازي في أثره مئات الآلاف أو الملايين من الجنود على الأرض. و كمثال على فريق كذلك، فريق و أعضاؤه خمسة متخصصين في:
- الأمان الإلكتروني: دوره ترتيب شهادات توثيق لفيروس، أو تجاوز حائط أمني إلكتروني.
- أنظمة التشغيل: دوره توافق البرنامج مع نظام تشغيل بعينه، و دمج عمل مهندس البرمجة مع مهندس الأمان
-الأنظمة المدمجة (الذكية): مهندس أجهزة ذكية، ميكروكمبيوتر، أو تحكم آلي
- مهندس برمجة: متخصص في الفيروسات
- متخصص في "الهدف": قد يكون الهدف "محطة كهرباء" أو "محطة إنتاج طاقة نووية" أو محطة تحكم في سد مياه... إلخ.

المحصلة: فريق من 5 أشخاص متخصصين و على علم، له أثر جيش عسكري كامل بكل لواءاته ورؤساء أركانه.

الخلاصة، مستقبل كذلك، يريد متخصصين و علماء أفذاذ ولو قل عددهم.
مستقبل كذلك، الأمان فيه يقع على عاتق المتخصصين في التخصصات المختلفة، الذين يعملون "بتكامل".
الصورة النمطية للجندي الذي يحمل سلاح، تتغير، و قد يسبقه دوما في أي حرب فريق أصغر عددا بكثير، ولكنه أوقع أثرا في المعركة.

للمهتمين، من طلبة هندسة الحاسبات و الكهرباء على الأخص:
هناك موجة جديدة من تصميم مثل هذه الفيروسات الموجهة للأجهزة (كمحطات الكهرباء)، تخيل مثلا في لحظة بعينها و بدون أي سلاح أو هجوم يتم تعطيل كل محطات الكهرباء في دولة ما! أو تتسبب تلك المحطات في دفع كل الأجهزة في الدولة لتحترق اثر دفقة كهربية مرتفعة.... هذا أول كتاب من نوعه -بحسب علمي- أجده يتعامل مع المسألة بشكل علمي و يناقش كيفية حماية شبكة الكهرباء في دولة ما ضد تلك الأخطار: http://bit.ly/1fp56ut و يناقش أيضا سيناريوهات هجوم كذلك على الدولة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق