الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

من إبداعات قراء النافذة عشرة أسباب للدفاع عن الإخوان



نافذة مصر
عشرة أسباب للدفاع عن الإخوان فهل عندك أيها المهاجم لهم مثلها؟

يتساءل بعض الناس عن السر في دفاع الكثيرين ممن ليسوا إخوانا عن الجماعة ضد محاولات تشويهها وتصفيتها من الانقلاب والمؤيدين له في هذه الأيام
وسؤال هؤلاء مبني على فرضية شاذة، وهي أن من يدافع عن شخص أو جماعة أو فكرة يجب أن يكون قد تقاضى أجرة على عمله هذا أو على الأقل قد تم وعده بالأجرة ساعة أن تأتي الغنائم والأرباح
وأخشى ما نخشاه أن يكون الهجوم الضاري من الكثيرين طوال العامين الماضين على الإخوان أساسه أن يكون هؤلاء المهاجمون للإخوان موظفين يتقاضون أجرا نظير إجادة هذا الدور، وكلما زادوا في الهجوم والتشويه كلما زيد لهم في المعلوم والحوافز، وبناء عليه ! فمن الطبيعي جدا أن تعلو وجوههم الدهشة الشديدة من استبسال رجال وأساتذة ومشايخ وعلماء في الدفاع عن جماعة الإخوان دون مقابل...يعني لم يخطر في بالهم أنه يمكن أن يكون هذا الدفاع احتسابا للأجر من الله، أو أداء لواجب شرعي يسألنا الله تعالى عنه إذا لم نفعله

وللجواب عن سؤالك أقول والله على ما أقول شهيد.

أولاً:هذا الدفاع عنهم أداء لواجب ديني يفرضه علينا الإسلام في القرآن والسنة، ألم يأخذ الله تعالى علينا الميثاق أن المؤمنين أخوة؟ فلا يصح لنا شرعا أن نترك مسلما في وقت ينتهك فيه عرضه ويتهم فيه بالباطل ونحن نعلم أن اتهامه باطل، ثم لا ننتفض؛ لكي نذود عنه وننافح عنه، إن المسلم في الحديث أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره، والذي أكد لنا بطلان الاتهامات الموجهة للإخوان هو أن عشرات الآلاف منهم محبوسون منذ خمسة أشهر بلا جريمة، ويعرضون على وكلاء النيابة فلا يسألونهم عن شيء، ولا يكلمونهم عن تهمة، بل فقط يعتذرون لهم بأن هذه أوامر عليا، ويجددون حبسهم
ولم يحكم على واحد من الإخوان بالإدانة في أي قضية بالرغم من أن الإعلام يكلمنا عن شرائط فيديو للقتل، وأخرى للتعذيب، وثالثة للتخابر، ورابعة للتفجير، وخامسة للتآمر ... وكأن هذه الفيديوهات فقط عرضت على الشاشات وفبركها عارضوها لإلصاق الاتهام بالإخوان، ثم ينتهي دورها عند هذا الحد؛ لأن من فيها ليسوا إخوان، وإنما جيء بهم ليقال عنهم ذلك وفقط
أو لأن ما خرج من ألسنة الإخوان في الحقيقة لا يشكل أي جريمة، ولذلك !! فحينما تم عرض الكلام بالكامل على أي إنسان عاقل؛ تبين له من غير ذكاء أن الذي حدث فقط هو قص كلمة من سياقها على طريقة " لا تقربوا الصلاة
وضخَّمها الإعلام الذي يعبده كثير من الناس في هذه الأيام من دون الله .. وظل سحرته يرددونها في كل دقيقة خمس مرات؛ حتى آمن الناس بأنها وحي من السماء لا يحتمل لبساً، مع أنها الإفك المبين .. ثانياً: هذا الدفاع الواجب شرعا وعدنا الله تعالى عليه بالأجر الجزيل والثواب العظيم، فلقد ورد في الخبر " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " فقيامنا به رجاء في أن يحفظ الله وجوهنا الخاطئة من النار يوم القيامة، والتماساً لبركة أن يسخر الله تعالى لنا من البشر من يرد عن أعراضنا ويحفظ غيبتنا، فالجزاء من جنس العمل، ورغبة في أن ننال ثواب المشي مع المظلوم لتُرْفَع عنه المظلمة؛ لعل الله أن يثبت أقدامنا على الصراط يوم تطيش الأقدام.

ثالثاً: مع أن هذا الدفاع أساسه أداء هذا الواجب الشرعي بنصرة المسلم، وطلب الأجر والثواب والبركة، إلا أنه في نفس الوقت رهبة وخوفا من أن يعاقبنا الله تعالى بالخذلان في وقت نكون أحوج الناس فيه إلى من ينصرنا، وما من مسلم يخذل مسلما في وقت يحتاج فيه نصرته إلا خذله الله أشد ما يكون احتياجه لنصرة الله تعالى كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألم يتوعد الله تعالى الذين يمنعون الماعون بالويل في القرآن الكريم؟. رابعاً: الإخوان جيراننا وزملاؤنا في العمل ورفقاؤنا في المسجد، وأقاربنا وأرحامنا وأصهارنا، وهذه الصلات لها حقوق وتطالبنا بالوفاء بها ديانة، فلا يصح لمسلم يرى جاره في شدة ثم يرفع عنه يده ولا يساعده، ولا يصح لمصل يرى رفيقه في الصلوات وهو في ضيق ثم يبخل عليه بالكلمة المنصفة التي تسري عنه وتهون عليه وتشعره أن الله لم يجعله بدار هوان، وهل من شيم القريب ذي الرحم أو من ارتبط المرء به مصاهرة أن يترك قريبه ورحمه وصهره في مرمى الإفك ثم لا يبرئ ساحته؟ ونحننعرف أقواما عاشوا معهم سنوات، ثم لم تساعدهم ظروفهم الخاصة على الاستمرار في طريقهم، فكانت هذه الفترة التي ارتبطوا بهم فيها هي الأكثر قربا لهم من الله تعالى وحرصا على رضاه .. علموهم فيها المحافظة على الورد القرآني .. وصيام الاثنين والخميس وصلاة القيام والحرص على صلاة الفجر وترك مشاهدة الأفلام والمسلسلات وعدم الاهتمام بالمباريات واللعب في نفس الوقت الذي علموهم فيه الاهتمام بالمسلمين في كل مكان في العالم وأحوالهم، وأفهموهم أن الإسلام لا يُقْبَل من المسلم إذا اقتصر على الشعائر التعبدية من صلاة وصيام وزكاة وحج
وإنما يجب أن يرى الإسلام في التعامل مع الخلائق، فالدين المعاملة .. ويوم أن تركوا الجلوس معهم لظروفهم الخاصة بهم وليس لخلل عند الإخوان نتج عنه ظهور التقصير عليهم في كثير من النوافل، ومع ذلك فما تركوه في عقول هؤلاء من فهم شامل وعصري للإسلام نفعهم الله تعالى به أكثر مما نفعهم برسائل الدكتوراه التي حصل بعضهم عليها، فهل يستقيم أن يخذل أمثال هؤلاء مسلم أو يبخل عليهم بكلمة ترد غيبتهم؟ خامساً: تاريخ الإخوان في كل المجتمعات التي هم جزء منها، سواء في الأرياف والمدينة حافل بالمشاركة في الأفراح والمشاطرة في الأتراح، فإذا كانت مناسبة عرس وزواج كانوا أول المشاركين والمهنئين والداعمين بالمال والجهد، وإذا كانت مناسبة حزن وآلام كانوا أشد الناس وقوفا بجوار صاحب البلاء بالتصبير والموعظة وقضاء الحاجات والمصالح؛ حتى يسري الله تعالى عنه، فهل يفعلون ذلك مع الناس، ثم يطالب بعض المسلمين بخذلانهم في هذه الأيام بهذه البساطة ؟ أي دين هذا ؟
وأي خلق هذا؟.
سادسا: للإخوان دور وطني في خدمة المواطنين لا ينكره شارع واحد في مصر، فما أكثر القوافل الطبية المجانية التي أقاموها، وما أعظم الأسواق الخيرية والخدمات المجتمعية التي بذلوها، وما أجل البرامج الدعوية التي بلغوا فيها القرآن وآياته والسنة وأحاديثها، شاهدنا ذلك ورأيناه منذ أن كنا أطفالا صغارا، فهل يليق بإنسان لديه من الشهامة مثقال ذرة أن يرى هذا الهجوم على هؤلاء الوطنيين بغرض التنكيل بهم واستباحة دمائهم وأموالهم وبيوتهم ونسائهم وأولادهم ثم يتنكر لهذه الجهود التي لا تخطئها عين ولا يستطيع أن يمحوها إعلام ولا اعتقال؟
سابعاً: حينما يٌسْأَل كل مصري يسكن بجواره شاب من شباب الإخوان أو رجل من رجالاتهم عن أخلاق هذا الإخواني وسيرته، فلا تسمع إلا إجابة واحدة؛تسمعها في القرية والمركز والمحافظة التي تعيش فيها، كما تسمعها تنطلق من كل مصري عن جاره الإخواني، أينما سكن، وأينما وجد، في شمال مصر، أو في جنوبها، في شرقها، أو في غربها .. فأقول: سبحان الله !! إذا كانت هذه هي إجابة كل من تسأله عن أخلاق الإخوان الذين يسكنون بجوارهم، فمن أين أتى هؤلاء الإخوان الذين يحدثنا عنهم الإعلام ويصفهم بالإرهابيين القتلة المخربين ؟ هل هبطوا علي مصر من المريخ مثلا؟أم هم شبح ليس له وجود إلا في وهم من يقول عنهم ذلك؟هل يصح لمسلم أن يخذل هؤلاء؟ والله إن مجتمعا يخذل فيه هؤلاء المشهود لهم بحسن السيرة وجميل المعاملة وصادق العبادة لهو مجتمع ميت ليس له في الحياة الكريمة الحرة مثقال ذرة من نصيب.
ثامنا: خذلان الإخوان في هذه الظروف خسة وندالة يربأ المسلم صاحب الكرامة أن يقع فيها؛ لأنهم أصحاب دعوة وحملة رسالة ورواد مساجد .. تراهم في المسجد في كل الصلوات والحقل والمصنع والمدرسة والكلية والمستشفى وقد جسدوا أخلاق الإسلام وسلوك السلف الصالح .. قد يخطئ واحد منهم، وليس هذا بمستبعد ولا مستغرب، فهم بشر من البشر وليسوا أكرم من الصحابة الذين زنا منهم ماعز وسرقت المخزومية ووقع ما وقع من حاطب .. ولكن هذا المخطئ سرعان ما يؤوب إلى الله تعالى بمؤازرة من إخوانه. تاسعاً:يجب أن ندافع عن الإخوان لأن مهاجمتهم في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد والإصرار على تكرار الحديث عما يراه المهاجمون أخطاء أو خطايا لهم ليس له من أثر في حملة القتل والاعتقال والتنكيل التي يتعرضون لها إلا نتيجة واحدة، وهي توفير المبرر للعدوان عليهم، وكأن المهاجمون يقولون للمعتدين: ليس عليكم من إثم أو ذنب فيما تفعلون؛ فالإخوان قوم خطاءون، وفيهم كذا وكذا، ولا أتصور مسلما قرأ قوله تعالى " ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " يفعل هذا ! وكيف ينجو هذا من شموله بالوعيد الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم " من أعان على قتل امرئ مسلم بغير حق لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة الله "؟ فهل أقف كمسلم لأشاهد المساعدة على قتل المسلمين وحرق أجسادهم وتخريب ممتلكاتهم ثم لا يتحرك القلم الحر واللسان الحر بالدفاع عنهم؟ وأخشى ما أخشاه أنكم ــ أيها المهاجمون للإخوان ــ تفعلون ذلك، وأنتم تتعمدون الوصول إلى قتلهم واعتقالهم وتخريب ممتلكاتهم واستباحة أعراضهم؛ لأن الحديث عن الأخطاء السياسية كان يمكن أن يكون مبررا فيما لو كان الإخوان يترشحون ضدكم في الانتخابات في هذه الأيام؛ فأنتم ببيان ما ترونه خطأ تحببون الناس في طريقتكم وتحذرونهم من انتخاب الخطائين، أما والإخوان معتقلون أو مقتولون ومطاردون اليوم ولا يملكون الرد عن أنفسهم، فهل عندكم من تفسير إلا تثبيت العدوان وتبرير الإثم والضلال؟ اللهم إني أبرأ إليك من هذا الصنيع المؤثم المجرم ولا أملك في دفعه إلا هذا القلم ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

عاشراً وأخيراً: تصدر الإخوان المشهد في العام الماضي حتى كان منهم رئيس الدولة ورئيس مجلس الشعب والشورى ووزراء ومحافظون ونواب برلمان ونواب محافظ .. وهاهم في المعتقلات اليوم؛ فلم يُوَجَّه لأحدهم تهمة الكسب غير المشروع ولا تهمة استغلال النفوذ ولا تهمة التربح من الوظيفة ولا نهب المال العام ... ولم يُوَجَّه لأحدهم تهمة التحرش بالبنات أو السقوط في العلاقات المحرمة .. ولم يُوَجَّه لأحدهم تهمة الخيانة ولا السرقة ولا التجارة بالمخدرات ولا فرض عمولات ولا إتاوات .. كما لم يصادر في عهدهم قلم ولا صحيفة ولم يعتقل بريء ولم يكمم فاه ولم يحظر حق من الحقوق .. ومع كل المعوقات التي وضعت أمامهم والعراقيل التي افتعلت لإفشالهم وإفشال مشروعهم قضوا على طوابير الخبز والغاز وافتتحوا مشروعات عملاقة وشرعوا في مشاريع تكفينا الكهرباء والدواء والغذاء والسلاح ... وكل ما يأخذه الناقمون عليهم كلمة زل بها لسان أحدهم أو إجابة على سؤال لم يكن فيه موفقا ... فهل يقتل الإنسان المسلم المصلي الطاهر العفيف لأنه لم يكن موفَّقا في الإجابة على سؤال في برنامج تليفزيوني ؟ وهل يُسْجن الذي اجتهد في الاختيارات السياسية، فأخطأ حينا، وأصاب أحيانا أخرى؟ هل هذا هو العدل في شرعكم أيها الناقمون على الإخوان ؟ يُتْرَك القتلة والمجرمون والسفاحون والسراق واللصوص ونهبة المال العام وتجار المخدرات ويُسْجن الأطهار الشرفاء؛ لأنهم أخطأوا في السياسة .. ما لكم كيف تحكمون ؟ وأخيراً !! إذا كنت أنا أدافع عن الإخوان باستماتة فقد بيَّنْتُ لك أيها القارئ الحبيب أسباب هذاالدفاع وأنها أسباب دينية وإنسانية ووطنية .. فهل عندك ـ أيها المهاجم للإخوان ــ الشجاعة والقدرة على الدفاع عن نفسك لكي تقدم لي وللقراء أسباب هجومك المتواصل عليهم باستماتة أيضا ؟ اللهم بيِّن للمصريين بيانا شافيا يارب العالمين .. وانصر الحق وأهله واخذل الباطل وحزبه .. ولا تشمت بمصر أحدا من الخلق يا أرحم الراحمين ويا إله العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق