الثلاثاء، 29 أبريل 2014

والد عمرو ربيع: "عايز أعرف ابني حي ولا ميت"

خمسون يومًا مرَّت، وما زال الغموض هو سيد الموقف في واقعة اختفاء عمرو ربيع، وزاد الأمر تعقيدًا بعد ورود أنباءٍ عن احتجازه في جوانتانامو مصر، كما وصفت ثناء شاهين والدته.

بعد أن أغلقت كل الطرق في وجه الأسرة الحائرة تقدَّمت ببلاغٍ ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، تتهمهم بقتل ابنه وإخفاء جثته.
البداية كما يرويها والد عمرو: “ابني كان في زيارة لأحد أصدقائه وعندما تأخر الوقت بدأنا بالاتصال به ولكن بلا جدوى، فحاولنا الاتصال بأصدقائه وزاد قلقنا أكثر بعد الاتصال بهم، فلم يعرف أي منهم مكان تواجده وبعد يومين من اختفائه علمنا من شهود عيان أن عمرو تم اعتقاله من قبل قوات أمن بعضهم بزي الشرطة والبعض الآخر بزي مدني من ميدان رمسيس.
تحركات الأب بدأت بالبحث في أقسام الشرطة، بعدها اتهم كل من وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة بعملية اختطاف عمرو، لأن رجالهم هم من أخذوه، على حد وصفه.
ويتابع الأب لوكان ولدي مذنب يقدم للمحاكمة ولكن يجب أن تسير الإجراءات حسب القانون، بتوجيه تهم له وإعلام أهله بمكان احتجازه، ولكننا إلى الآن لا نعلم مكانه.
بعدها تقدمنا ببلاغ للنائب العام الانقلابي هشام بركات اتهمنا فيه الداخلية بقتل عمرو وإخفاء جثته، وحمل البلاغ 5578 وتم تحويله بعد أكثر من شهر من الواقعة للتحقيق فيه، لكن دون جدوى، وأقول للنائب العام “ذنب ابني في رقبتك”.
يكمل والد السجين: “ابني كان منضم لحركة أحرار وهي حركة معارضة للانقلاب ، ومعارضة للإخوان أيضًا، وعلمت بالصدفة من زميلة لي أنه محتجز بسجن العزولي الحربي، انهرت عندما علمت ذلك لأن سجن العزولي يعتبر “سلخانة ” أو”جوانتانامو مصر” كما يصفه من خرج منه.
الأم التي انزوت في حجرتها منذ غياب ولدها ولم تفارقها دموعها على ولدها التي لم تره منذ 50 يومًا، بدأت حديثها بقولها: “ابني لا يستحق ذلك، ابني كان في خدمة الناس دايمًا وكان يقوم بقوافل إغاثة في أفريقيا، وكان يساعد اللاجئين السوريين، ويساهم في حملات محو الأمية لأطفال الشوارع”.
تكمل الأم: “قمت بالاتصال بالمحامي أسامة الجوهري، وهو محامي في المكتب الحقوقي لحركة أحرار، واستطاع أن يتوصل إلى أن الشخص الذي تم اعتقاله مع عمرو هو أحمد رمضان وإنهما محتجزان بسجن العزولي، حيث سمع أحد المعتقلين في العزولي أن عمرو ربيع عضو حركة أحرار قد وصل ولكن حتى هو لم يره.
وتستطرد الأم روايتها عن تفاصيل بحثهم عن ولدها: “علمنا أن عمرو قضى الليلة الأولى من اختفائه في قسم مدينة نصر، وفي اليوم الثاني تم اقتياده إلى مقر أمن الدولة، وقد سمع أحد المعتقلين اسم عمرو ينادي في أمن الدولة في لاظوغلي “والله أعلم بيعذبوه ولا عملوا فيه إيه هناك”.
وتابعت والدته: “ذهبت بنفسي رغم ظروفي الصحية إلى مصلحة السجون والأمن العام، وفوجئت هناك بضابط يقول لي “ابنك كان لابس إيه” وقال لي اذهبي إلى الشؤون القانونية للمعتقلين، وبالفعل ذهبت وكان الرد اسمه لا يوجد بالملفات، اذهبي للشؤون القانونية للمعتقلين بالعباسية “لففوني كعب داير” وكانت نفس النتيجة ابنك اسمه مش في الملفات”.
تضيف السيدة: “أكد لنا بعض الأشخاص يعملون في مكتب وزير الداخلية نفسه، أن اسم عمرو محمد مرسي ربيع لا يوجد في أي أوراق رسمية، “طب ابني فين حي ولا ميت”.
من جهة أخرى يطالب والد عمرو، النائب العام بإرسال لجنة إلى العزولي لمعرفة إذا كان عمرو فعلاً محتجزًا في هذا السجن أم لا، ويضيق قائلاً: “لو كانت قطة أجنبية لتحرك الجميع لإغاثتها” هو أنا مش من حقي كمواطن أعرف ابني فين؟ إحنا في دولة ولا في إيه”.
في 20 أبريل الجاري استطاعت الأم بشكل ودي مقابلة النائب العام في مكتبه، وشرحت له القضية، ونتج عن اللقاء أن أرسل خطابًا رسميًا لنيابة الإسماعيلية للاستعلام عن وجود عمرو بسجن العزولي أم لا لتبقى الأم في حيرة من أمرها لحين الرد.
الأسرة لم تتحرك على الجانب الرسمي فقط، لكنها قابلت محمد عبد القدوس، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وأكد لوالده أنه سيقوم بتقديم بلاغ للمجلس القومي لحقوق الإنسان، ولكن ليس هناك ردود فعل حتى الآن.
وكان عمرو وزملاؤه قد تضامنوا مع طالبة هندسة المنصورة جهاد، التي قامت بدهسها دكتورة جامعية العام الماضي، وقاموا بتنظيم وقفة في جامعة القاهرة واعترض لهم وقتها بلطجية، وتم الاعتداء على بعض الطلاب وحاول عمرو نصرتهم فتعرض للضرب من قبل البلطجية وتم اعتقاله وقتها، بعدها أرسل عميد كلية هندسة مذكرة يتحدث فيها عن أخلاق عمرو وأعماله الخيرية، كما أرسل اثنين من موظفي الشؤون القانونية للدفاع عنه وبالفعل تم الإفراج عن الجميع بعد حوالي أربعة عشرة يومًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق