الاثنين، 16 سبتمبر 2013

د. رقيق حبيب .. سناريوهات نهاية الانقلاب (البدائل المحتملة)


تلخيص - د.علاء الدين بصل :

يعمل قادة الانقلاب على تنفيذ السيناريو الأساسي للانقلاب و هو تأسيس دولة عسكرية علمانية، لها شكل ديمقراطي ظاهري، دون أن يكون له أي معنى عمليا، وأيضا لها هوية إسلامية ظاهرة، دون أن يكون لها أي تأثير عملي.

لذلك يتم تحصين المؤسسة القضائية من أي رقابة للسلطةالمدنية المنتخبة، حتى يكون لها اليد العليا في التشريع. وبهذا تسيطر المؤسسة العسكرية على السلطة التنفيذية بالكامل، وتهيمن على السلطة القضائية والشرطة .

إن قادة الانقلاب، يرفضون أي حلول سياسية، ويعتمدون على الأسلوب الأمني، لفرض رؤيتهم على الجميع، خاصة تحالف دعم الشرعية واستعادة الثورة. لكن لدى حركة مناهضة الانقلاب واستعادة الثورة، العديد من البدائل لإجهاض الانقلاب، وتلك البدائل تتوقف أساسا على سياسات الانقلاب العسكري. ما قام به فعلا و ما سوف يقوم به.

المسار الأول :
* الثورة التقليدية : فإن مواجهة الانقلاب تقوم أساسا، على استعادة الحركة الثورية مرة أخرى، لتبدأ مرحلة ثورية كاملة، تسقط النظام بالكامل، هذه المرة. ففي الموجة الأولى للثورة، سقط رأس النظام، ولم يسقط النظام السابق بالكامل، مما مكنه من العودة مرة أخرى، في صورة انقلاب عسكري لهذا، فهدف حركة مناهضة الانقلاب، ليس فقط إسقاط الانقلاب، بل وإسقاط الدولة العميقة أيضا، ومنع هيمنتها على السلطة والدولة والاقتصاد، حتى تتمكن الثورة من بناء نظام سياسي جديد و حتى لا يتكرر سيناريو إفشال الرئيس المنتخب .
الحركة الثورية غير المنظمة لم تعد كافية لمواجهة الانقلاب و لا بد من العمل المنظم الذي يجعل لها قيادة و برنامج و مشروع ، و يتم ذلك على مراحل :
1-توسيع الحركة الشعبية في الشارع حتى تصبح حركة واسعة و منظمة
2-تشكيل حركة ثورية واضحة لها رموزها و شعارها مثل شعار رابعة ( الاصابع الأربعة)
3-تحول قيادة تحالف دعم الشرعية إلى قيادة للثورة تضع خططها و تصبح الممثل لها
4-الوصول بالحركة الشعبية في الشارع لكى تصبح حالة عامة قادرة على تحقيق أهداف الثورة .
5-إذا استمر الانقلابيون في سياستهم القمعية و بدأوا في إقرار دستور يقنن علمنة الدولة و عسكرتها سواء بتزويرالاستفتاء، أو بوجود حالة أمنية تمنع مشاركة الشعب في التصويت يصبح الحل الأخير هو الحسم في الشارع .
6-الحسم الثوري في الشارع يتمثل في شل نظام الانقلاب و افقاده القدرة على الحركة و البقاء، بصورة تتصاعد تدريجيا حتى يصبح من المحتم إنهاء الانقلاب.

المسار الثاني:
*ثورة بالديمقراطية: إذا استمر الانقلابيون في في تنفيذ خارطة الطريق ووصل الأمر إلى مرحلة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تكرس عسكرة الدولة وتجعل السلطة في يد المؤسسة العسكرية يكون هدف حركة معارضى الانقلاب الحفاظ على عملية نزاهة الاقتراع من خلال ضغط شعبي واسع و كذلك من خلال اقبال شعبي على المشاركة يفشل أى عملية لتزوير الاستفتاء، أما إذا ظهر أن هناك تلاعبا واسعا في عملية الاستفتاء يصبح المقاطعة هي الحل، و تستمر حركة معارضي الانقلاب للوصول إلى المسار الأول مسار الثورة الكاملة. إن نتيجة الاستفتاء سوف ينتج عنها عدة احتملات :
أولها: إذا أجري استفتاء نزيه حر و كانت النتيجة هي رفض التعديلات الدستورية فإن حركة مناهضة الانقلاب تكون قد حققت نصرا مهما على الانقلاب و يكون هناك بديلين، عودة الشرعية كاملة من دستور و رئيس و مجلس شورى، أو عودة الدستور و الاتفاق على انتخابات رئاسية مبكرة .

الثاني: إذا أجري استفتاء حر و نزيه ووافقت الأغلبية على عسكرة الدولة وعلمنتها، فإن حركة مناهضة الانقلاب تكون أمام تحد كبير و يصبح عليها العمل من خلال نضال سياسي داخل العملية الديمقراطية و من خلال كل أدوات التعبير حتى تنجح في حشد الأغلبية للعمل على استعادة الثورة و الديمقراطية .

احتمال ضعيف: أن تتراجع قيادة الانقلاب عن التعديلات التي تكرس عسكرة الدولة تحت تأثير الاحساس بفشل الانقلاب، و من ئم تكون التعديلات الدستورية غير مؤثرة و يكون هذا مخرج لقادة الانقلاب للعودة إلى المسار الديمقراطي بإجراء انتخابات رئاسية و برلمانية .

المسار الثالث:
*الحل السياسي: يرفض قادة الانقلاب أى حل سياسي لأنه سوف يفشل هدف الانقلاب الأساسي و هو عسكرة و علمنة الدولة، لكن تصاعد حركة مناهضة الانقلاب في الشارع قد يجبر قادة الانقلاب على البحث عن مخرج سياسي، فإذا بدأ حوار جاد للبحث غن حل حقيقي، و لكي ينجح الحل السياسي لابد من توافر عدة شروط :
1-تراجع سلطات الانقلاب عن السياسات القمعية و اتخاذ مبادرات لبناء الثقة
2-تشكيل لجان مستقلة للتحقيق في كل أحداث العنف بعد 30-6 و محاسبة المتسبب فيها
3-تحقيق النهاية العملية للدولة العميقة بكشف الحقيقة للشعب و كشف مخططات الأجهزة الأمنيةو المخابرات و التي أدت في النهاية لإفشال المسار الديمقراطي .

إذا تحققت هذه الشروط فإن استعادة الثورة و المسار الديمقراطي تصبح ممكنة مع تحقيق مطلب الذين تظاهروا في 30-6 بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة و بهذا نحقق مطالب اكبر فئة في المجتمع .

الخلاصة: هذه هي البدائل الثلاثة أمام حركة مناهضى الانقلاب، إما ثورة تقليدية لها قيادة تتسلم السلطة، أو اسقاط الانقلاب عبر صناديق الاقتراع، أو الحل السياسي الذي يعيد مسار العملية الديمقراطية.
كل هذه البدائل تتوقف على الارادة الشعبية القادرة على الاستمرار و الصمود، و على اندفاع قادة الانقلاب في تحقيق مخططاتهم، حتى يدرك هؤلاء القادة في النهاية أن ما يريدون صعب التحقيق لأنه ضد مسار التاريخ، و لم يستطع أحد أن يحول مسار التاريخ .

ملخص الدراسة الأخيرة للدكتور رفيق حبيب و المنشورة على صفحته الرسمية على الفيس بتاريخ 8 سبتمبر 2013 ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق