الاثنين، 16 سبتمبر 2013

مواجع وكلمات في ذكري الفض يرويها شاهد عيان



نافذة مصر
زي دلوقتي كنت بنتسحر في رابعه_العدويه عشان نصوم اخر يوم من الست من شوال
زي دلوقتي كنا بنقيم الليل و نقرأ قرآن و نستعد لصلاة الفجر
بعد دلوقتي بساعة بدأت مجزرة الإبادة .. انهال الرصاص من كل مداخل الميدان بلا إنذار أو إخطار بموعد قدوم الموت .. بدأت الطائرات تلقي قنابها الحارقة لتشعل الخيام علي من فيها .. بدأ القناصة يوجهون الرصاص إلي قلوبٍ حملت حب الله وعقولٍ حملت كتاب الله :
لن أنسي ذلك اليوم .. لن أنسي كل شهيد لفظ أنفاسه علي يدي و يسكب الدم و يردد لا_إله_إلا_الله و أنا أسكب الدمع و أردد حسبنا_الله_ونعم_الوكيل
لن أنسي البسمة التي لم ترسم في ذلك اليوم إلا علي وجوه شهدائنا
لن أنسي ذلك الأخ الشهيد الذي منعني من التقدم خوفاً عليا .,. فقبلت رأسه و تجاوزته .. و لما رجعت وجدته هو من فاز بالشهادة من مكانه
لن أنسي ذلك الأب الصامد المكلوم علي فراق ابنته .. الدكتور محمد البلتاجي .. و قد حُصِرنا في إحدي قاعات المسجد التي ملأها الشهداء .. و هو يقول لنا "احنا غالبا آخر مجموعة في الميدان تحبوا تستنوا هنا لما يدخلوا عليكم و يقتلوكم ولا تخرجوا وتموتوا زي أخوانكم في الميدان" .. فبدون اتفاق اجتمع الجواب .. "نخرج ونموت زي إخوتنا"
فخرجنا و رائحة الشواء و الدخان تملأ الميدان .. فخرجنا و المسجد خلفنا تلتهمه النيران
فخرجنا بعد 12 ساعة لم تتوقف فيها قوافل الشهداء عن الرحيل الي الجنان

وبأذان المغرب انتهي صوت الرصاص وانقضي بالتمرات صيامي الذي ظللت مُحافظاً عليه طوال اليوم عسي أن ألقي الله صائماً .. و لكن ما أسوأها من ذنوبٍ حرمتني من اللحاق بأعز أحبابي
و في العشاء بدأت أتلقي حصيلة من فازوا : الله أكبر استشهد المهندس عادل العناني الله أكبر استشهد المهندس أيمن الشافعي الله أكبر استشهد أخوك محمد عزب .,. فلم أتمالك دموعي علي فراقه ثم جاء آخِراً ما انزل بي الارض من شدة البكاء .. الله أكبر و لله الحمد .. استشهد أخوك ورفيقك مهندس صلاح الحجرى
اللهم ارحم شهدائنا و داوي جرحانا و فرج كرب الأسري و المُطاردين
و ارزقنا الثبات علي الحق حتي نلقاك
و عجل بالنصر و الفرج و ارنا في الخائنين و أعوانهم آية تثلج بها القلوب
آآآآآآآآآمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق