الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

محمود الشاذلي يكتب مصر تسقط أخلاقيا


المجتمع المصرى ينهار أخلاقيا ..مصر تسقط مجتمعيا وسلوكيا وهذا أشد وأخطر أنواع السقوط لأنه من المستحيل تداركه كما يحدث عند السقوط العسكرى أو الاقتصادى .. الوطن يعيش الآن أسوأ حالاته الأخلاقيه هذه حقيقه لاجدال فيها .. تدنت لغة الخطاب المجتمعى بالتزامن مع تدنى لغة الخطاب السياسى بين السياسيين واقرار مفردات السب والشتم والانحطاط كلغه أساسيه فى التعامل اليومى بين الناس بل وتنافس هؤلاء المجرمين فى حق البلد بلا خجل أو حياء أو وازع من ضمير فى اطلاق وترديد أحط الألفاظ وأحقرها حتى تفوقوا فى لغتهم على لغة الأزقه والحوارى ، كما أخذ بعض الشتامين من أعوان ومناصرى بعض الاتجاهات السياسيه فى التباهى باستخدام هذه القاذورات للنيل من معارضى الانقلاب والخصوم السياسيين الأمر الذى ينذر بكارثة مجتمعيه على أوسع نطاق .


وصلت الأخلاق فى المجتمع المصرى الى حضيض الحضيض بعد استخدام لغة الحظائر التى يتم التعامل فيها مع الحيوانات ، وارتبط استخدام هذه الألفاظ بمحاوله التغطيه على فقدان المصداقيه عند الانقلابيين بعد أن أثبتت الأيام كذب ادعاءاتهم بشأن ماحدث فى 30 يونيو ومحاولة تغييب العقل المصرى عن ادراك الحقائق .

روج من يضمر سوءا بمصر ويحاول اغتيال الشرفاء معنويا بأن التعامل بلغة السب والشتم والخوض فى الأعراض نوع من الثوريه وأن الشتام يتحول الى انسانا مناضلا بقدر ماينفرد به من ألفاظ متدنيه فى حق الشرفاء من معارضى الانقلاب والدفاع عن الانقلابيين وهو لايدرى أن المواطن المصرى النبيل والشريف تأبى نفسه حتى ولو مجرد الاستماع لهذه الألفاظ كما أنه يكشف أيضا عورات من دفعوا به ليسلك هذا المسلك نيابه عنهم وأنه سينعكس بالضروره على أسرته وخاصة أولاده الذين سيتعاملون بنفس المفردات القذره مع أقرانهم الأمر الذى يجعلهم منبوذين فى المجتمع وأتصور أن المرضى النفسيين من الناس هم الذين يقبلون على أنفسهم وأولادهم أن يكونوا كذلك .

واهم من يظن من الوصوليين والمأجورين من الناس أن هذا الاسلوب البغيض الذى يرفضه الأسوياء بالمجتمع يمكن أن يحقق لهم مغنما دنيويا سواء كان ماديا أو معنويا أو وظيفيا لأن من يستخدمهم ببساطه أحقر منهم وأشد سوءا وانحطاطا لأنهم ما أرادوا بهذه الطريقه الا القضاء على الأدب والاحترام فى المجتمع والسطو على مقدرات الدوله المصريه وليس النهوض بها ورفعتها والتقدم بها للأمام .

بالأمس البعيد دشن هؤلاء وأعوانهم من التيارات المدنيه ناصريه وعلمانيه وليبراليه وحزبيه حمله شرسه ضد الرئيس د. محمد مرسى والاخوان المسلمين أصحاب الأغلبيه البرلمانيه والشعبيه رافعين شعارات لايختلف عليها أحد تتعلق بالحريات والكرامه الانسانيه وحق المواطن فى حياه كريمه وحتمية تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور والتشكيك فى كل مايطرحه الرئيس وحكومة د. قنديل وبالامس القريب وبعد أن دانت لهم الأمور فى نظرهم طبعا بهذا الانقلاب وتصدروا سدة الحكم على ظهر الدبابات انقلبوا تماما على كل ماطرحوه جملة وتفصيلا لتنكشف عوراتهم سريعا والتى كان آخرها عندما أطلقت حكومة الببلاوى مفاجأه مدويه عندما أعلنت تبنيها لمشروع محور قناة السويس الذى كان الرئيس د. مرسى وحكومته قد اتخذا فيه خطوات عمليه فى طريق التنفيذ رغم أن هؤلاء أنفسهم كانوا قد اعتبروه خيانه وبيع لمصر مفروش وناشدوا المواطنين للزحف والاعتصام بمكان المشروع لمنع اقامته .

أصبحنا اليوم فى مقدمة الدول وصدارة الأمم ولكن للأسف الشديد من الخلف بعد هذا التدنى الشديد والحقير فى لغة الخطاب المجتمعى ، والتهليل للنظام القمعى ، واهدار الشرعيه ، وسحق حضارة سبعة آلاف عام وتحويلها بغباء الى حضارة سبع ثوانى أو دقائق ولاتزيد عن ذلك أبدا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق