الخميس، 31 أكتوبر 2013

أحمد فهمي: نحتاج لبناء منظومة أهداف جزئية مرحلية لثورتنا .. لتصبح "ثورة متوسطة الأجل"


كتب - أحمد شعبان:

أكد الباحث السياسي أحمد فهمي أن الثورة المصرية أصبحت الآن في مرحلتها الوسطى وعلى مشارف المرحلة الأخير بالانتصار، إلا أن أنها تحتاج إلى بناء منظومة أهداف جزئية مرحلية تشمل كافة الفعاليات والمجالات الثورية، ثم التحرك في إطارها لبلوغ مرحلة النهاية في أسرع وقت ممكن.

وفي تدوينة له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كتب يقول:
"الثورات التي يتمدد إطارها الزمني نسبيا، تكون مشكلتها الأكبر هي ضبابية الرؤية بعد مرحلة البداية، وقبل مرحلة النهاية..
إنها المرحلة الوسطى، وأبرز علاماتها: تداخل المؤشرات، وتشابه المسارات، وصعوبة تقدير الموقف..
نحن الآن في تلك المرحلة..

الشيء الجيد هنا أن بلوغ تلك المرحلة يعني تجاوز عسر البداية، والاقتراب من مخاض النهاية..
- في مرحلة البداية، تتلقى السلطة القمعية صدمة الثورة، فترتبك وتضطرب، فتتصاعد مؤشرات ربما نحسبها علامات الانتصار السريع، لكنها لا تكون كذلك..
- في المرحلة الوسطى، تسعى السلطة لامتصاص الصدمة، بتجاهل الحراك الثوري، والتصرف كأنه ليس موجودا، في محاولة لإثبات عدم تأثيره على مجريات الأمور..
- في مرحلة النهاية، تصبح السلطة عاجزة عن الاستمرار، وتدرك أن التجاهل ليس حلا وأنها تفقد السيطرة، وأنها تدور في حلقة مفرغة، فيبدأ التفكك بصورة حادة..

بالعودة إلى المرحلة الوسطى، فالسلطة في هذه المرحلة تكون مهتزة وفاقدة للثقة، وبالتالي فإن التحدي هنا ليس "إثبات الوجود" بل "إثبات التأثير"، بمعنى أن المعايير النوعية الكيفية تتقدم على المعايير العددية،
وكمثال: يصبح الهدف الأهم في التظاهرة – أو الفعالية - ليس عدد المشاركين، بل التأثير الذي تحدثه التظاهرة، والهدف الذي تحققه..
وهذا لا يعني إهمال "البعد العددي" المتمثل في قوة الحشد، فهذا يمكن إبرازه في نقاط زمنية قد تتباعد نسبيا أو تتقارب بحسب رؤية من يخططون ميدانيا..

لذا لابد من بناء منظومة أهداف جزئية مرحلية تشمل كافة الفعاليات والمجالات الثورية، ثم التحرك في إطارها وفق منهجية تراكمية تسعى لبلوغ مرحلة النهاية في أسرع وقت ممكن..
المهمة الأساسية لهذه المنظومة، هو استخدامها كـــ"عداد" يقيس لنا مدى القرب أو البعد من عتبة الانتصار..
كما أنها تُعد تطبيقا نموذجيا لمفهوم "الثورة متوسطة الأجل"، يحفظ الثوار من الإصابة بالإحباط، ويحفظ الثورة من أن تستنفد قواها قبل الوصول إلى "بداية النهاية"..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق