الخميس، 31 أكتوبر 2013

المحامي "أحمد كمال" - بكتب عن تحقيق وكيل نيابة أمن الدولة مع جهاد الحداد


لا ادري اكانت دموع الحزن ام دموع الفرح تلك التي كنت اقاومها و انا في غرفة التحقيق بليمان طره بعد فترة انتظار طويلة و اجراءات امنيه سخيفة دخلت الى غرفة التحقيق بسجن ليمان طره الواقع على كورنيش المعادي لاجد شاب ثلاثيني قمحي البشرة يجلس مبتسما مرتديا البياض و على الطرف الثاني من المكتب يجلس وكيل نيابة امن الدولة جلست انا و صاحبي لنحضر التحقيق مع الشاب في تهمة التخابر مع جهات اجنبيه


لم يكن الشاب يعرف سبب استدعائه لغرفة التحقيق او لم يكن يكترث ان تحرينا الدقه فلقد سأم تلك التمثيليه الهزليه و عافت انفه رائحة الطبخة النتنه التي فاحت رأحتها فلم تعد تخفى على احد ن و هذا هو ما قاله للمحقق جلس هادئا رصينا ترتسم على وجهه ابتسامة خفيفه و قبل ان يجيبه الشاب بتلك الكلمات بدأ هو الكلام فانكشف للحاضرين ما يختفي خلف تلك الابتسامه ، ممكن ان تعتبرها رهبه او خوف او ارتعاش او تهيب ، لم تسعفه وظيفته المرموقه و سلطته المزعومه و بذلته الانيقه و اوامرة النافذه في اخفاء تلك المشاعر بدا و كأنه يستأذن الشاب او يستسمحه في ان يبدأ معه التحقيق و اخذ يعيد و يكرر : انت لست متهما ولم توجه لك تهمه و انا لم ات لحبسك انا اريد استيضاح عدة امور و اسمح لي ان يكون اول سؤال بشكل سينيمائي - هكذا قال - من هو جهاد الحداد ؟


و بأدب جم و ببراعة في استخدام اجمل الكلمات اعتذر جهاد عن الحديث بشكل رسمي و افهم المحقق انه قد اتخذ قراره بمقاطعة الانقلاب و انه يرفض ان يشارك في تمثيليه بهذا السخف ، و لم ينس جهاد او يغفل ان يؤكد على تقديره لشخص المحقق و ان يثني على ادبه و انه لا مانع من الحديث معه لساعات او ايام و لكن خارج الاطار الرسمي


انهى المحقق في دقائق اثبات رفض جهاد للتحقيق بشكل رسمي و وضع الاوراق جانبا و اخذا يتبادلان اطراف الحديث
و على مدى ساعة و نصف ظهر جهاد قويا واثقا ممتلئ بالامل مرتب الافكار واسع الاطلاع واضح الحجه قوي البيان ملم باطراف الموضوع حتى ان المحقق لم يستطع ان يخفى اعجابه به فعبر عن سعادته بلقاء جهاد او فخره بالحديث معه او تمنيه ان يكون هذا اللقاء يتم في ظروف افضل او ثنائه على توصيف و تقييم جهاد لبعض الاشخاص


و في نهاية اللقاء مال المحقق على جهاد و قال : انا عاوز اسألك سؤال ايه رأيك في البرادعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق