الأحد، 29 يونيو 2014

عبد الرحمن يوسف: الانقلاب مرعوب ويستعد للوقيعة بين الثوار

نافذة مصر - عربي21


أكد الشاعر عبد الرحمن يوسف -عضو الأمانة العامة لبيان القاهرة- أن جميع أعداء ثورة يناير وأجهزة الدولة العميقة سيعملون على تأجيج الخصومات بين الثوار، سندخل في دائرة من الذكريات الجهنمية، ذكرى الثلاثين، ثم الثالث من يوليو، ثم مذبحة الحرس الجمهوري، ثم مذبحة المنصة، ثم المذبحة الكبرى في الأربعاء الأسود، وكثير من الذكريات الصغيرة التي تنكأ الجراح.
وأشار عبد الرحمن -في مقال له اليوم نشره موقع "عربي24"- إلى أن تعميق الشقاق سيكون عبر إنشاء مجموعة (أكاونتات) من أجهزة الدولة العميقة على مواقع التواصل الاجتماعي لكي تؤذي كل واحد منا بوضع الملح في جراحه، ولكي تؤكد على كل أسباب فرقتنا، ولكي تجعل من الشهرين القادمين موسما للفرقة، وهذا يعفيها من مواجهتنا متحدين، ويسهل عليها مهمة أن تبطش بنا منفردين.
وأضاف "اللجان الإلكترونية مستعدة لهذه الأيام، تنتظرها بفارغ الصبر، إنها أيام عيد، إنهم في ورطة، ولا مخرج لهم سوى بناء مزيد من الأحقاد بين الناس لكي يستمر كل فصيل لوحده، لأن اتحاد المصريين كفيل بإسقاط بيت العنكبوت الذي يبنون في عدة أيام:".
وأوضح أن مؤسسات الانقلاب ستسعى لنشر آلاف المغالطات خلال الأيام القادمة، وسترى ملايين التعليقات التي تسب بالأب والأم، وربما تشاهد اشتباكات بالأيدي في الطرقات، وربما أكثر من ذلك.. بما يخدم الثورة المضادة، ويعطل مسيرة الحرية، ويعفي خصمنا من هموم كثيرة.
وشدد يوسف على أن سلطة الانقلاب اليوم مرعوبة، وهي على وشك الفشل، وبينها بين الإفلاس شبر أو شبران، ولا منقذ لها مما هي فيه إلا أن ننشغل ببعضنا، وإذا فعلنا ذلك فتأكدوا أننا أعداء أنفسنا، وتأكدوا أننا أغبى من خصمنا.
ودعا الثوار لعدم الدخول في أي نقاش من أي نوع حول ما فات، وافتح حوارا جديدا بنَّاء عما هو آت بعد أن نصبوا لنا الكمين تلو الكمين، وكلما هدأت النفوس أثاروا الضغائن، وكلما وحدنا بطشهم تفننوا لكي تفرقنا أخطاء الماضي.
وأكد أن الجميع قد أخطأ قائلا: "كلنا أخطأنا، وكلنا اليوم على متن مركب مخطوف، يقوده قرصان موتور إلى هاوية سحيقة، ولا نجاة لنا إلا
باصطفاف وطني يتعالى على الجراح، ويتكبر على الصغائر".
وأوضح أن المنطق والتاريخ يؤكدان أن مشكلة مصر الكبرى هي الحكم العسكري. المستبد، فإما أن نتحد، وإما أن نهزم هزيمة ساحقة لا قيام لنا بعدها.. قائلا: اختاروا ما شئتم يا قوم، أمامكم حفرة الماضي، بإمكانكم أن تقعوا فيها لكي يدفننا خصومنا الذين يحلمون بخطف ثورتنا إلى الأبد، أو أن نقفز فوق هذه الحفرة، وأن نتعاون لإكمال مسيرة الحرية.
وذكر "يوسف" الثوار بما وقع في أول رمضان.. بجريمة أخرى تمت منذ سنوات ثلاث، في أول يوم من أيام رمضان، مع أذان المغرب، في لحظة الإفطار، دخلت الشرطة العسكرية ميدان التحرير لفض اعتصام سلمي لبعض الشباب، فهربوا ودخلوا مسجد عمر مكرم للاحتماء به، فدخلت الشرطة العسكرية حرم المسجد بالبيادات، وقبضت عليهم من داخل المسجد، وسجل التاريخ كيف اعتدت الشرطة العسكرية على المسجد وانتهكت حرمته، وكيف ضربوهم وسحلوهم، وسبوا الدين والآباء والأمهات، وسجل التاريخ أيضا صمت الجميع، حتى من التيار
الإسلامي، لم يخرج تصريح واحد من أي جهة بأي شكل من أشكال الاستنكار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق