الأحد، 29 يونيو 2014

الوعي بعمق الصراع

نافذة مصر

تمر المنطقة العربية حاليا بمرحلة من مراحل إعادة ترتيب ومتغيرات كبيرة نتيجة تفاعلات مشروع الهيمنة الأمريكية والمشروع الصهيوامريكي والمشروع الشيعي مع تصادمها بالمرحلة الأولي من مراحل التحولات الكبرى في تاريخها الحديث حيث أصبحت الحرية هدف وأمل لشعوب هذه المنطقة وفي القلب منها الشباب الذي أشعل ثورات الربيع العربي والذي تلاحم معه حملة المشروع الإسلامي , وهذا الحراك لن يهدأ ولن يستكين حتي يحقق هدفه .
ومن المعروف ان التحولات الكبرى في الأمم تأخذا عقودا حتي تستقر عند تحقيق مشروعها الوطني الذي يجب ان تقوده جميع قواها الفاعلية في المجتمع

الاطار العام للصراع:
العالم يشهد حرب وجود على الاسلام يبدأ بالاسلام السياسي ( اهل السنة ) وينتهي بالحرب على الاسلام العام . مع تسارع المشروع الصهيو امريكي في فرض خريطة جديدة للشرق الاوسط والعالم.
هناك حرب أخرى تجرى في العالم بين الغرب من ناحية والبلاد الشرقية ( الصين واسيا ) تتنافس على الاقتصاد والاموال والاسواق

وصف حالة الجماعة "
تمر الجماعة الان بتحدي غير مسبوق وهي تواجه خطر الاستئصال ( حرب وجود) واتهامها بالارهاب وسيلة في هذا . ومحاربة مشروعها الاسلامي . وقد وجدت الجماعة نفسها في قلب الحرب وقد ربطت نفسها من خلال الثورة وتجربة العمل السياسي والمشاركة في الحكم كطرف اساسي في الصراع يربط بين مستقبل الجماعة وحرية الوطن..
والجماعة الان امامها عدة تحديات منها:ـ ضمان بقائها متماسكة ــ قدرتها على الوفاء بمتطلبات المرحلة ( قدرتها على قيادة المجتمع .........) ــ قدرتها على الاستعداد لمهام المستقبل .
وللوصول إلي ما ستؤول إليه هذه التفاعلات والتحولات لا بد ان نقرأ ونحلل مواقف الأطراف المختلفة خارجيا وإقليميا وداخليا .

مواقف الأطراف :

الأطراف الخارجية :
في القلب منها أمريكا التي تقود المشروع الصهيو أمريكي لتحقيق هيمنتها العالمية فرغم أنها بدأت في إعادة ترتيب اولوياتها في المنطقة لتواجه المشروع الصيني الاقتصادي والتركيز علي منطقة شرق آسيا وذلك من خلال إحياء تحالفات قديمة لقيادة المنطقة العربية وإعادة دور إيران وهذا لا يعني بأي حال استغنائها عن المنطقة بل لا تقوم بنفسها بتنفيذه ويري ذلك في تسويات الملف السوري والملف النووي الإيراني واستدعاء روسيا لتسهيل تنفيذ هذا التوجه
وفي خصوصية الحالة المصرية وما حدث من تداعيات خلال الفترة الماضية كان من المفضل عدم وجود شخصية عسكرية في سدة الحكم ولكن الثابت هو عدم تمكين أي قيادة تسعي إلي الخروج عن الهيمنة الامريكية وتزيد هذه الرغبة كون هذه القيادة إسلامية تحمل مشروع وطني تحرري وكذلك تفضيل بقاء مصر في حالة ضعف وتفكك سواء جغرافي أو مؤسسي
وحيث ان القيادة الحالية لأمريكا تتبع الحزب الديمقراطي ولثلاث سنوات قادمة يتوقع ان يغلب علي السياسة الأمريكية الضغط علي السلطة في مصر لاحتواء كل التيارات المعارضة للانقلاب وفي القلب منها الإخوان المسلمون من خلال هوامش ديمقراطية
ولا يختلف موقف الاتحاد الأوروبي – حامل الملف المصري الان – عن موقف أمريكا


الأطراف الإقليمية :
تتفاعل الأطراف الإقليمية الفاعلة في المنطقة مع هذه الترتيبات التي تتم والتحولات الكبرى التي تمر بها المنطقة فدول الخليج وفي القلب منها السعودية تشعر بقلق شديد تجاه هذه الترتيبات التي تري أنها خارجها حيث تري ان امريكا تتخلي عن حماية نفط الخليج وكذلك السكوت علي التمدد الإيراني ومشروعها النووي ولذلك تقاوم هذه الترتيبات حتي توجد لها دور من خلال تكتيكات في إعادة رسم علاقاتها الخارجية والتهديد بالتوجه نحو روسيا كما انها تري في الانقلاب العسكري في مصر وإنهاء ثورات الربيع العربي نجاة لحكمها وحكم أمراء الخليج من تكرار هذا الربيع في بلدانهم لهذا كان الرهان علي الجيش المصري حتى لوكان ذلك من خلال التحالف مع إسرائيل التي تشارك هؤلاء في عداء حملة المشروع الإسلامي إلا أن الأوضاع الداخلية في هذه البلدان ربما تؤثر سلبا علي استمرار دعم الانقلاب إلا ان عداءها المشروع الإسلامي لن يتغير
وعلي الجانب الآخر دخلت إيران بقوة علي ملف هذه الترتيبات بعد إعلان تحالفها مع أمريكا وتحاول أن تستفيد من هذه الترتيبات من خلال تعدد وتوسع ادواتها الفاعلية في دول المنطقة بما فيها مصر
وعلي جانب آخر تحاول تركيا ألا تفقد بريقها السياسي حيث تبدو انها الدولة الإقليمية الوحيدة الداعمة لثورات الربيع العربي وبعد تلاشي حلمها في تحالفها الاستراتيجي المأمول مع مصر تحت قيادة الإخوان فبدأت في تغيير استراتيجيتها من خلال إيجاد أدوار وأدوات فاعلة خاصة في سوريا والعراق و حرصها علي عدم الصدام مع أي مشروع

الأطراف الداخلية :
رغم تعدد الأطراف الداخلية ( الجيش – النصارى – النظام القديم – الأحزاب العلمانية والليبرالية واليسار وشباب الثورة - حزب النور ....) إلا أن الجميع اتفق علي إقصاء الإخوان وعلي أقل تقدير إفشالهم ورغم وجود اتجاهين حتي داخل المؤسسة العسكرية نفسها بين الاستئصال والتحجيم إلا أن الغلبة حتي الان في اتجاه استئصال الإخوان والذي يمنع من الاستمرار في هذا التوجه هو صمود وتزايد الممانعين للانقلاب وحكم العسكر والدولة الأمنية وفي المقدمة منهم التحالف الوطني خاصة الإخوان كما يمنع من الاستمرار كذلك في هذا التوجه الطرف الدولي الممانع لعملية الاستئصال (امريكا)
ومن الواضح ثبات كل طرف علي موقفه بحيث يري المشاهد والمحلل للحدث انها معركة صفرية ينوي كل طرف خوضها حتي النهاية خاصة مع انسداد أفق الحل السياسي .


لمزيد من التفصيل يراجع كتاب
الردة عن الحرية للأستاذ محمد احمد الراشد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق