السبت، 12 يوليو 2014

جبن أم تواطئ ؟ .. تويتات "البرادعي" تكتفى بالدعوات فى عهد الانقلاب

نافذة مصر - صحافة


بعد ان اختفت تدويناته، التي طالما اشتهر بها طوال سنوات ماضية، وتوقفت منذ أشهر، عاد من جديد اليوم فى تدوينةٍ، معقبًا بها على أحداث قصف "غزة" حيث قال "المذابح فى كل مكان وكل يوم، أصبحنا دائمًا مشلولين ومتحجرى العواطف، شئ بات يؤثر بصورة مرعبة على إحساسنا بالإنسانية".
الدكتور "محمد البرادعي"، مستشار رئيس الانقلاب المؤقت "عدلى منصور" للشئون الخارجية، الذي سطع نجمه لأول مرة أمام الرئيس المخلوع "حسني مبارك" عام 2005، بعد تكريمه لحصوله على جائزة نوبل للسلام، لا يزال مثيراً للجدل، من خلال تباين آرائه فى الشأن السياسى والوطنى، منذ قيام ثورة 25 يناير، مروراً بالفترة الانتقالية الأولى لحكم المجلس العسكرى، ثم حكم الرئيس "محمد مرسى"، انتهاءً بمواقفه قبل وبعد أنقلاب 3 يوليو وحتى الآن، ما جعل معظم الخبراء والنشطاء السياسيين يطلقون على البرادعى "رجل المتناقضات".

وعند محاولة رصد أهم تصريحات الدكتور "محمد البرادعي"، من قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتى الآن، فلن تجدها سوى في تويتات لاتتعدى عدد احرفها سوى 140 حرفا.
فبدأت شهرة "البرادعي" باقتراب الانتخابات التشريعية عام 2010، دعا "البرادعي" جماعة "الإخوان المسلمين" وحزب "الوفد" وقوى المعارضة لضرورة مقاطعة الانتخابات البرلمانية، بهدف سحب الشرعية من الحزب الوطني ونظام مبارك، لم تستجب المعارضة لدعوات المقاطعة إلا بعد الجولة الأولى من الانتخابات بعدما حدث ما هو متوقع من تزوير فجّ ، وأثناء ذلك بدأت جماعة ا"لإخوان" بالتعاون مع محمد البرادعى، في تكوين "الجمعية الوطنية للتغيير"، فقاموا بجمع تلك التوقيعات التي وصلت إلى 800000 توقيع، ليزيد الزخم حول "البرادعي".
وبعد تنحى مبارك بأيام قليلةٍ، خرج البرادعى ليؤكد أن الرئيس سقط، ولكن النظام ما زال قائما بأركانه، محذراً من الالتفاف على الثورة، ليغرد من جديد فى الثالث من مارس 2011، ليحيى المجلس العسكرى الذى ساعد المصريين على إسقاط نظام مبارك، ثم غرد فى 19 مارس 2011 قائلاً: "رموز نظام مبارك ما زالت تعبث بمقدراتنا لماذا لم يتم التحفظ عليهم".

ثم عاد فى أكتوبر 2011 ليؤكد أنه بدون تطهير القضاء، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، سيستمر طمس الحقائق وغياب العدالة، مضيفًا كفانا خداعًا للنفس والتفافًا على الثورة، وعاد "البرادعي" يغرد بعد الانقلاب علي الرئيس الشرعي "مرسى"، للنائب العام المستشار "عبدالمجيد محمود"، الذى كان تغييره مطلبًا من مطالب الثورة، معتبرًا أن تغيير النائب العام استباحة للقضاء، وأن هذه الاستباحة من باب إجهاض الثورة.

فى 2 يونيو من العام 2012 كتب "البرادعى"، معلقًا على محاكمة "مبارك" ونجليه، قائلاً: "النظام يحاكم نفسه"، وهو ما يناقض تصريحاته السابقة، التى شكر فيها المجلس العسكرى على إسقاط نظام "مبارك" بكامل أركانه، وبعد اعتراضه على تغيير النائب العام، قبل انتهاء مدته، وفقاً لقوانين نظام "مبارك"، عاد "البرادعي" فى 23 أغسطس عام 2012 ليطالب من بيده سلطة التشريع، التى كانت وقتها فى يد "مرسي"، بتغيير ما وصفها بقوانين "مبارك" المكبلة للحريات، مؤكدًا أن ضمان الحريات ليس بالشعارات.

"البرادعي" عقب ثورة يناير طالب بالقبض على رموز نظام "مبارك"، الذين وصفهم بالعصابة، قائلاً: "بدون الاعتقال الفوري لرموز العصابة وقياداتها العليا، الشكوك تتزايد والثورة فى خطر جسيم"، إلا إنه عاد بعد ثورة يونيو ليطالب بوقف اعتقال رموز نظام "الإخوان"، وطالب بعدم استخدام القوة فى فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة".

وفى مارس 2011 طالب البرادعي بضرورة إقالة قيادات الإعلام الحكومي، قائلاً: "الإقالة الفورية لكافة قيادات الإعلام الحكومي هو أمر ضرورى لحماية الثورة والتعامل مع الشعب بمصداقية. ماذا ننتظر"، وكتب فى تغريدة أخرى: "كيف يدعون أن النظام تغيّر وأبواق النظام المأجورة فى الإعلام ما زالت مستمرة فى محاولة مستميتة لتغيير لونها. شىء من المصداقية مطلوب"، وعندما تم إقصاء بعض هذه القيادات فى عهد الرئيس "مرسى"، عاد ليدين الاعتداء على حرية الإعلام، وإقصاء من وصفهم برموزه.

"البرادعي" طالب عقب ثورة يناير بإلغاء لجنة شئون الأحزاب، والموافقة على إقامة الأحزاب السياسية بمجرد الإخطار، إلا أنه بعد الانتخابات الرئاسية أسس حزب "الدستور" فى ظل وجود لجنة شئون الأحزاب التى طالب بإلغائها من قبل.

وراهن "البرادعي" على الشباب فى إسقاط النظام من خلال دعمه كمرشح للرئاسة، قائلاً: "تواصلت اليوم مع الآلاف ممن طلبوا المشاركة فى الحملة الرئاسية حيث قال نصاً : "راهنت على الشباب لإسقاط النظام، والآن نبدأ جميعًا بناء مصر من جديد"، إلا أن البرادعى خذل هؤلاء الشباب الذين راهن عليهم عندما انسحب من أرض المعركة، رافضًا دخول ساحة المعترك الانتخابي.

ووصف "البرادعي" التصالح مع رموز الحزب الوطنى، ونظام "مبارك"، بأنه خطوة على طريق إجهاض الثورة، إلا أنه عاد بعد سقوط نظام "الإخوان المسلمين"، ليصرح بأن هناك حملة فاشية ممنهجة من "مصادر سيادية"" وإعلام مستقل"، ضد الإصرار على إعلاء قيمة الحياة الإنسانية وحتمية التوافق الوطني.

وفى 15 أبريل 2012 عندما طالب المجلس العسكرى بوضع دستور فى مدة شهر، بعد انتخاب البرلمان المنحل للجمعية التأسيسية الأولى، غرد "البرادعي" قائلاً: "صاغت قمم الفكر دستور 1954 فى 18 شهرًا"، و"لا تستخفوا بأهمية الدستور: مصر تستحق أفضل من هذا"، وبعد انقلاب 3 يوليو شارك "البرادعي" فى خارطة الطريق، التى نصت على تعديل الدستور فى مدة لا تزيد عن 60 يومًا من اختيار لجنة "الخمسين"، والتي كان واضحًا أنها ستعمل على تغيير الدستور برمته، نظراً لأن هذا الأمر مطلب من مطالب الثورة.
ومنذ نهاية عام 2012 وحتى منتصف عام 2013 ما كانت "تويتات" "محمد البرادعي" إلا تحريضًا على الرئيس المنتخب ونظامه، ودعوات إلى الحشد لمظاهرات عنيفة أمام القصر الرئاسي وأخرى أمام مقار "الإخوان"، بعد تكوين "جبهة الانقاذ الوطني"، والتى اختفت بعد أداء دورها فى الانقلاب علي الرئيس المنتخب وتسليم السلطة للمجلس العسكري.
وأعلن "البرادعي" مرارًا وتكرارًا خلال تدويناته، رفضه للمشاركة في أى حوار مع الرئاسة، والتى طالما دعته هو وقيادات الأحزاب المعارضة لإبداء أرائهم ومشاركتهم فى الحوار الوطني، حيث قال: "هل يتصور النظام أن القوي الوطنية ستشارك في أي حوار، أو انتخاباتٍ هدفهما إعطاء شرعية لديمقراطية زائفة وسياسات إقصائية ؟".
ووصف الدكتور "محمد البرادعي" الدعوات المطالبة بتطهير القضاء أثناء حكم الرئيس "محمد مرسي" بـ"الغوغاء" حيث قال: "الدعوة للتظاهر اليوم "لتطهير" القضاء، الغوغائية في فهم ومعالجة مشاكلنا، مازالت السمة الغالبة لنظام الحكم. الثورة قامت "لتحرير" العقول".
وفى يونيو 2013 دعا "البرادعي" شباب مصر للتوقيع على استمارات "تمرد"، والتي كشف اعضاءها المنسحبون انها كانت ممولة من جهات مخابراتية وأن دورها انتهي مع نهاية "جبهة الانقاذ" في 30 يونيو، وقال "البرادعي" في تدوينته: "نظام فاشل مستبد يقتل روح الثورة، أدعو كل مصري للتوقيع علي تمرد لنسترد ثورتنا، قوتنا في سلميتنا وعددنا ووحدتنا"

وفى 6 أغسطس خرج "البرادعي" في تدوينة، ليعلن استنكارة من حملات التشويه التى يتعرض لها، ومطالباته بنبذ العنف حيث قال: "يبدو أن عملي لتجنيب الوطن الانزلاق في دائرة عنف، لا تصل إلى الجرائد الحكومية، عدا مقالات عن خطورتي على الشعب والدولة. الطريق أمامنا طويل ووعر".
وبعد غياب شهرين من إعلان استقالته عقب أحداث فض ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة"، عاد "البرادعي" بتدوينة، أرفقها برابط أغنية تحمل دعوة لنبذ الكراهية بين المصريين، وقال البرادعي في تغريدته: "ما حدش فينا مش خسران ولا مجروح .. وامتي (متى) نفوق ؟!" وهي الجملة التي جاءت ضمن كلمات أغنية (وأقولك أيه) للمطرب المصري "حمزة نمرة".
وفى اختفاء تامٍ عن المشهد المصري، اكتفى "البرادعي" بدعواتٍ للمحبة والتوحد والدعاء لشعب مصر، بعد أن انسحب من المشهد السياسي بأغسطس الماضي، حيث قال فى تدوينة له "أحاضراليوم في كنيسة السيدة العذراء في درسدن عن السلام: أسمي ما نصبو اليه وأصعبه. ادراكنا أننا أسرة إنسانية واحدة ذات قيم مشتركة هو السبيل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق