الاثنين، 11 نوفمبر 2013

كلمات مؤثرة من ابن الشهيد المهندس عادل العناني في رثاء والده


كلمات من ابن الشهيد المهندس عادل العناني في رثاء والده - شهيد رابعة - من مدينة طنطا :

لا تكمن المشكلة فقط في الفقد ولكن..
في القدرة علي استيعاب ذلك الفقد
في القدرة علي التكيف عي ذلك الفقد
في ذلك الاحساس بانعدام الأمل... فهو لن يرجع
حين جلست بجانبه وجدته صامتا لا يتحرك لا يرمش
الناس تصرخ والطلقات تتوالى وأصوات المدافع ترج المكان وهو صامت ساكن مغمض العينين هادئ البال !
تدمع الأعين وتلتهب الأنف من اثر قنبلة غاز وهو لا يتأثر
غريق في دمه ولكنه لا يتأوه ولا يشتكي

هنا هي الصدمة..

عليك ان تقنع عقلك وقلبك أنه رحل !
ستحاول ان تصبر نفسك : لقد كان معي منذ ساعات واقف علي رجليه بكامل صحته و.... فيقاطعك المشهد، ولكنه رحل !
ستقول لقد كان وكان وكان وكان وفي كل مرة لن تجد الا اجابة واحدة .....لكنه رحل !!
بتلك الكلمة عليك ان تغير في لحظه كل حياتك..
سأخرج اليوم وللمرة الأولي منذ الثانوية العامة الي الامتحان مبكرا لضمان المواصلات فابي قد رحل..!
ستتغير العديد من ملامح الحياة ستتغير مسؤولياتك ستتغير حياتك، في لحظة واحدة فقط، لأنه رحل !!

عند دخولي للشارع حيث أسكن أفكر وكما اعتدت لسنوات ان أري هل جاء ابي أم لا؟ - مستدلا بوجود سيارته أمام المنزل - والعجيب أني حتي الان أقول لم يأت بعد وما هي الا جزء من ثانية حتي أتذكر انه رحل ولن يأتي ابدا !!

ما زلت أتذكر تلك الليلة فقد كانت ليلة غريبة ما زلت اتذكر عينية وهو يهرول للدخول الي الميدان رافضا البيات خارجا لأن هناك من سبقني بثانية واحدة وأخبرة أنه من الممكن أن يفض الميدان الليلة !

ما زلت أتذكر ذلك السحور الذي تسحرناه معا علي رصيف أمام الميدان وهو يخبرني أن غدا آخر أيام الست من شوال.

ما زلت أتذكر كيف أراد الله وامتثلث لأوامره كل أمور الدنيا ليبات أبي في الميدان في تلك الليلة.

ما زلت أراه وهو يتصل بي مع بداية الضرب ليشجعني علي الخروج علي مداخل الميداني معطيا اياي قناع ونظارة.

ما زلت اتذكر وانا واقف بجانبة والضرب ابتدأ كيف كان ثابتا لم ينس انه مسؤول عنا.

ما زلت اتذكر وقتما افترق عنه وادركت في لحظه انه استشهد.
بل اخبرت الجميع انه استشهد !!
بل لم يكن سؤالي عنه...كان سؤالي اين سقط !! فقد كنت متأكدا !

ما زلت نادما علي تلك المكالمه في الساعه 8:21 منه والتي لم أستطع الرد عليها ...ألم يجد القناص دقيقة غير تلك ليصوب نحونا !! ماذا كان سيقول !!

ما زلت أتسائل علي تلك الكلمات التي همهم بها بعد سقوطة من تحت قناعه والتي لم يستطع ان يميزها من كام بجوارة لغزارة الرصاص فاضطر الي الانسحاب.

ما زلت أذكر وقتما أخبروني أنه سقط ولحظة ما رأيته محمولا الا داخل المسجد.

ما زلت اأذكر كيف زغردت كل نساء المسجد وهو يدخل الي أفضل بقاع الارض إلى قلبة المسجد.

ما زلت اتذكر وقت أن أنزلوه أمام المنبر فتخيلته يخطب ويعلوا صوته و ينفعل ويلهب حماس الناس من فوق ذاك المنبر كما اعتاد.

ما زلت اذكر كيف اختلطت المشاعر لا أعلم هل أبكي لفقده أم أفرح لاستشهاده أم أنكر كل ذلك فبالتأكيد أنا احلم فلقد كان وكان وكان....

ما زلت اذكر كيف تقبلت الأمر في لحظة وكنت ثابتا ثم فجأة وبدون أي سابق انذار انهمر في البكاء فأنا لن أراه بعد الان ثم أزداد صبرا ثم انغمر في البكاء تركت جوارحي تتكلم لم أكن أعرف ماذا يحدث.

ما زلت اذكر كيف نمت بجواره عله ينهض معي أو أنام معه.

ما زلت أذكر كيف اضطررت لتركه في المسجد.

ما زلت أذكر شعوري حين علمت انهم يحرقون الجثث.

ما زلت أذكر ذاك اليوم وكأنه كان بالأمس.

كان يوما غريبا اختلطت فيه الاحاسيس وارتبطت بأناس هم أشرف من عرفت.

لا أكذب ان قلت لكم اني ما زلت انتظره ..

بل لست مقتنعا انه رحل !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق