الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

قصة من قصص الصمود والثبات مع اسرة مصرية



نافذة مصر
قصة هذه الصورة لتلك الأسرة المصرية الربعاوية الرائعة...ثوار البلكونات هم الابتكار المصري الذي أفرزته الثورة الحالية في بيوت مصر...البلكونات صارت هي ميدان الاحرار والثوار من ربات البيوت والمسنين والشباب والفتيات والاطفال الغير قادرين علي المشاركة لظروفهم الحياتية...فيجلسون يترقبون فما أن تمر مظاهرات الثوار من تحت منازلهم حتي يخرجوا رافعين علامة رابعة وملوحين بايديهم ويعلنون التضامن والتاييد والدعم من منازلهم...ويبادلهم الثوار الهتاف :"ألف تحية..لسكان الشقة ديه"...وزاد بعض ثوار البلكونات علي ذلك بالقاء الحلوي وزجاجات المياه والعصائر علي الثوار..وأصبح المشهد الرائع تنشرح به الصدور وتصوره العدسات وتنقله الفضائيات يوميا.

وقصة هذه الصورة التي أبكتني تحكي قصة الجدة الثائرة ... التي كانت تنتظر متلهفة رغم مرضها وشيخوختها مسيرة الثوار ...وحين ياتيها صوت الهتافات من بعيد ومع اقتراب المسيرة تخرج مسرعة مع ابنائها واحفادها تهتف مع الثوار ضد الانقلاب وتطالب بمحاكمة السيسي وتصفق لهم وتشد من أزرهم وتتساقط دموعها فرحا بهم..وأصبحت هناك حالة حب خالصة بين الثوار بالمسيرة وتلك الجدة العجوز الثائرة...وكل اسبوع كان اللقاء بين الجدة وابنائها الثوار يتبادلون الهتافات ويتشاركون فرحة اللقاء ويتعاهدون علي مواصلة الكفاح ضد الأنقلاب.
الجمعة الماضية "نساء مصر خط أحمر" غابت الجده العجوز عن المشهد ولم تظهر في البلكون ولان أحفادها وأبنائها يقينا يعلمون عن حيرة الثوار وسؤالهم لماذا غابت عنهم حبيبتهم وجدتهم الثائرة فكتبوا لافتة كبيرة أن الجدة التي كانت تحبهم وتنتظرهم وتؤازرهم ضد الانقلاب في العناية المركزة وطلبوا لها الدعاء ...دعا لها الجميع بالشفاء العاجل...واستمرت المسيرة وكلنا أمل أن نراها المرة القادمة.
وجاءت جمعة "لا للمحاكمات الانتقامية " وكل العيون تتلهف وتشتاق لرؤية الجدة الحبيبة التي اشتقنا لروحها الثورية وهتافها والمدد التي تبثه فينا..وتطلعت العيون للبلكونة التي كانت تقف فيها مع اسرتها وأبنائها...ولكن هذه المرة رفع أحفادها لافتة كبيرة بأن الجدة الثائرة رحلت الي ربها وتوفاها الله وطلبوا لها الدعاء من الثوار...لا أخفيكم عن الدموع التي ترقرقت في عيون المحبين والثائرين ، والقلوب التي تألمت لفراقها ،والالسن التي لهجت بالدعاء لها...اللهم اغفر لها ارحمها...والله لا نعرف اسمها ولاتفاصيل حياتها...ولكن حفظنا براءة وجهها...وشدة حبها لوطنها...وقوة ارادتها وعزمها...وحرصها أن تبقي في صفوف الثوار وأهل الحق تجاهد قدر استطاعتها حتي تلقي ربها.
بالله عليكم ادعوا لها جميعا بالرحمة والمغفرة ورضا الله والفوز بالجنة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق