الاثنين، 4 نوفمبر 2013

المستشار عماد أبوهاشم يكتب : أمريكا بين عداء الإسلام ومبادئ الديمقراطية


نافذة مصر :

المستشار عماد أبوهاشم "رئيس محكمة وأحد قيادات تيار الاستقلال القضائي في مصر" يكتب : أمريكا بين عداء الإسلام ومبادئ الديمقراطية
--

من الواضح أن الإدارة الأمريكية - رغم عدم اعترافها بانقلاب الثالث من يوليو- تفصح عن دعمها الكامل والمطلق للإنقلاب على الشرعية فى مصر ، وتتذرع - فى تبرير ذلك الموقف المتناقض - بأن النظام الشرعى فى مصر منبثقٌ عن مرجعيةٍ إسلامية لا ترغب فى اعتلائها سدة الحكم ، وأن الإنقلابيين العسكر نفذوا ما كانت تطمح إليه من إقصاء الإسلاميين من المشهد السياسى على الصعيدين المحلى والدولى ، ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن فى قراءة الموقف الأمريكى المتهاتر ، هو الأسس التى بنى عليها ، وتقييم حسابات المصالح من وجهة النظر الأمريكية.

إن الموقف الأمريكى يقطع - بما لا يدع مجالًا للشك - أن الدافع وراءه عداءٌ عنصرىٌ للإسلام ، هذه العنصرية المعادية للإسلام كدينٍ ولَّدَت عداءً أكبر للإسلام كسياسةٍ ونظام حكم ، ويتبلور ذلك النظر فى إخفاء الإدارة الأمريكية الأسباب التى دفعت بها للعمل على إقصاء تيار الإسلام السياسى القائم على شرعيةٍ انتخابيةٍ حرة , وإحلال نظامٍ عسكرىٍ قام باغتصابِ تلك الشرعية فى انقلابٍ دموىٍ أدانت جرائمه التى ارتكبها ضد الإنسانية بفرض عقوباتٍ عليه ، وإن كانت هذه العقوبات صورية إلا أنها تنبئ عن رفض تلك الجرائم وإدانتها ، ووفقًا لمقتضيات العقل والمنطق كان المنتظر منها أن تقف فى جانب الضحايا المجنى عليهم ضد الجناة من العسكر وسائر الإنقلابيين ، وليس العكس ، إلا أن خروج الإدارة الأمريكية عن المألوف وإهدارها مبادئ الديمقراطية على هذا النحو السافر وغير المسبوق ، لا مبرر له سوى عدائها الصارخ للإسلام .

ومن الجدير بالذكر أن النظام الشرعى فى مصر كان سيقف حجر عثرةٍ فى طريق الغرب للقضاء على الترسانة العسكرية الإيرانية التى تؤرق أمريكا وإسرائيل ، وفى القضاء على حركة حماس فى غزة وحزب الله فى لبنان وتمييع القضية الفلسطينية ؛ تحقيقًا لأمن إسرائيل فى المنطقة ، ولعل الثمن الذى دفعه الإنقلابيون لاقتناص الدعم الأمريكى ، هو وضع الترسانة العسكرية المصرية تحت تصرف المشروع الأمريكى للخلاص من إيران وحماس وحزب الله ، وقد بدأ ذلك العداء بكيل الإتهامات المرسلة إلى رئيس الدولة بالتخابر مع حماس فى أول سابقة اتهامٍ من نوعها فى تاريخ القضاء المصرى ، وكأن دعم القضية الفلسطينية أصبح جرمًا يحاسب عليه المصريون ، ليكون كل رئيسٍ يأتى - فى ظل ذلك الإنقلاب - ملزمًا بألا يدعم قضية فلسطين وإلا اتهم بالتخابر مع الفلسطينيين أو مع حماس ، وهذه الإستراتيجية الأمريكية موجهةٌ فى - المقام الأول - للنيل من الإسلام وإضعافه ، فى إطار العنصرية الأمريكية المعادية للإسلام .

إن هذا العبث الأمريكى الفج والإستخفاف البين بالإسلام ، الذى انكشف عنه الموقف الرسمى للإدارة الأمريكية برفض أى نظامٍ قائمٍ على مرجعيةٍ إسلامية ، يستوجب الرد السريع على كافة الأصعدة المحلية والدولية ، ويضع إلزامًا على جميع الحكام المسلمين بإدانة الموقف الأمريكى المعادى للإسلام ، للتأكيد على تمسكهم بمرجعيتهم الإسلامية باعتبارهم حكامًا لدولٍ إسامية ، كما أن على المنظمات الإسلامية والحقوقية المحلية والدولية التنديد بذلك الموقف ، ولاسيما أن فيه خرقًا لمبادئ الديمقراطية ، وللقانون الدولى - وفقًا لميثاق الأمم المتحدة - الذى يحظر التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأعضاء ، وعلى الشعوب الإسلامية توقيع العقاب على أمريكا بمقاطعة منتجاتها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق