الخميس، 28 نوفمبر 2013

"كارثة" .. انتشار الطماطم المحورة وراثياً بالأسواق المصري (تقرير)


تقرير - ولاء عبده:

حالة من الرعب والفزع يعيشها المواطن المصري ، بعد تناقض تصريحات المسئولين والخبراء حول كارثة انتشار الطماطم الإسرائيلية المحورة وراثيا بالأسواق المصرية‏، والتي تحمل بداخلها مادة السولانيين السامة, والتي تجعل الطماطم لونها أحمر من الخارج محاطة بإطار ابيض من الداخل ويغلب عليها اللون الأخضر.

ولم تنجح تصريحات وزير الزراعة في تبديد مخاوف المواطنيين وشكوكهم, فتارة يقر بوجود بذور طماطم محورة وراثيا، ويعلن عدم مسئوليته عنها، بعد أن يؤكد دخولها قبل أن يتولي منصبه، وتارة أخري ينفي أي وجود لها، ثم يعود ليعلن تشكيل لجنة من الوزارة لجمع عينات الطماطم من الأسواق، للوقوف علي حقيقة الامر ثم يؤكد أن اللجنة انتهت إلي أن كل شيء سليم، وأنه لا يوجد ما يهدد صحة المواطنين.

في البداية يقول د. عبد العزيز عمارة - المدرس بقسم الهندسة الزراعية والنظم الحيوية بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية، أن انتشار الطماطم الاسرائيلية والمحورة وراثيا في مصر، وان مادة السولانين التي يتسبب فيها المبيد او البذور المحورة وراثيا, هي مادة شديدة الضرر علي كبد الانسان الذي يصعب التخلص منها كمادة سامة, مما يدمر صحة الانسان وينهي حياته علي المدي الطويل بسبب تدمير الكبد.

وأشار الي أن هذه الطماطم المصابة نتاج واحد من ثلاثة وهي: إما أن تكون منتجة من بذور محورة وراثيا إسرائيلية ومهربة عبر الأنفاق وبدون علم وزارتي الزراعة أو التموين، أو أن تكون بذورا معتمدة محليا وقام المزارعون برشها بالمبيد الهرموني الإسرائيلي المنتشر في جميع مناطق الزراعات الصحراوية والرملية، أو أنها بذور معتمدة ومتداولة ولكن تم رشها بالهرمونات الخاصة بالإسراع في النضج وهي كثيرة ومنتشرة في السوق المصرية وذك لإكساب الطماطم اللون الأحمر من الخارج دون أن يصل إلي قلب الثمرة وبالتالي فإن نضح الثمرة لن يكون من الداخل إلي الخارج كما في الهرمون الطبيعي ولكن سيكون من الخارج إلي الداخل لأنه مرشوش علي الثمرة من الخارج.

وأكد "عمارة" ان تلك الظاهرة انتشرت حتي اصبحت تشمل عبوات الصلصة حيث تاكد بنفسه بعد شكاوي من مواطنين بشراء عبوات من الصلصة بتحول الصوص الخاصة بها من المادة الحمراء الي المادة الخضراء.

واشار الي انه من المعروف أن الصين هي اكبر دولة في غش المبيدات علي مستوي العالم الا ان هذه المبيدات أصبحت تملأ السوق المصرية الان.

ومن جانب آخر نفت د.ايمان عبد العال حرفوش –استاذ مساعد بقسم الخضر بالكلية، وجود بذور محورة او طماطم مسرطنة بالاسواق, وأكدت انه علميا لا يوجد ما يسمي بالبذور المحورة وراثيا والتي يزعم انها تتسبب في سرطنة المحصول.

كما أشارت الي ان الطماطم خالية تماما من مادة السولانين، وان التقاوي المهربة أمنه جدا ولكن المشكلة تكمن في التعامل معها بشكل خاطيء عن طريق الرش بمبيدات مهربة ممنوعة عالميا أو التسميد بأسمدة غير أمنه، موضحة الي ان ما يظهر في الطماطم من احمرار الثمرة من الخارج وعدم نضجها من الداخل ما هو الا عيوب فسيولوجية لجمعهم المحصول قبل الموعد الموصي به عقب رش المبيد.

واتفق معها أ.د على عيسى نوار- أستاذ ورئيس قسم المحاصيل بمركز البحوث الزراعية ب، موضحاً أن الطماطم الموجود بالأسواق من البذور هي أصناف مسجلة بالفعل ومقيدة لدي وزارة الزراعة وتم اختبارها وفحصها وأخذت موافقة رسمية, كما أكد علي ان الاستخدام السيء للمبيدات والأسمدة وراء ظهور تلك المشكلة، مشيراً إلي عدم وجود تقوي طماطم مهندسة وراثياً.


أما عن أراء المواطنين فتقول هناء نبيل - موظفة، "لن اثق في كلام اي مسئول يقول ان الطماطم الموجودة في الاسواق سليمة حيث ان طعم هذه الطماطم مختلف تماما عن التي اعتدنا عليها فالنوع الموجود حاليا طعمه سييء جدا كما أن الشكل الداخلي لثمرة الطماطم والاطار الابيض الذي يحيط بها من الداخل يثير مخاوف اي شخص, وقد اضطررت لاستبدال الطماطم بنوع صلصة ذات ماركة تجارية معروفة رغم ارتفاع ثمنها بعد ان سمعت ان الخطر وصل للصلصة المصنعة محليا."

وتؤيدها شاهندة محمد- ربة منزل، بان الطماطم حاليا سيئة جدا فابالاضافة الي ان طعمها غريب انها ايضا من الخارج جامدة ومن الداخل مليئة بالمياة، وتشير إلي أنها قامت بتخزين كمية كبيرة من الطماطم لاستعمالها عند ارتفاع سعرها والان بدأت في استخدامها وتتمني ان تكفيه لحين القضاء علي مشكلة الطماطم المسرطنة.

ويؤكد محمد رضا- بائع، أن المواطنين قد احجموا عن شراء الطماطم بعد ما اثير عن وجود بذور وشتلات مسرطنة مهربة من اسرائيل, مما أثر علي مبيعاتنا من الطماطم فبعد ان كنت ابيع ما يقرب من200 كيلو طماطم يوميا اصبحت ابيع من20 الي30 كيلو في اليوم، وبالرغم من احجام الكثير من المواطنين عن شراء الطماطم الا أن سعر الجملة مرتفع جدا ويرجع السبب في ذلك لندرتها, ليصل سعرها للمستهلك ما بين3 و4 جنيهات للكيلو,واشار الي انه في بعض الاحيان يضطر الي بيع الطماطم بسعرها الذي اشتراها به حتي لا يتعرض لخسارة اكبر ببقائها دون بيع الي ان تتلف، وطالب المسئولين بالتدخل والعمل علي حل هذة المشكلة و طمئنة المواطنين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق