الخميس، 29 مايو 2014

روبرت فيسك: مصير نابليون ينتظر السيسي

تتويج الإمبراطور .. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية مقالا للكاتب روبرت فيسك تعليقا على مسرحية الانتخابات الرئاسية التي تجرى في مصر، مشبها المرشح عبد الفتاح السيسي بالإمبراطور الفرنسي الراحل نابليون بونابارت.

واستهل الكاتب البريطاني الشهير مقاله بالقول "إن نابليون سيتوج، لكن من سيحسد الإمبراطور على تتويجه الذي يأتي بعد ثورة وإرهاب وقتل وعدم استقرار وتوجيه إسلامي؟"

وأبدى فيسك دهشته من التصرفات التي صاحبت الحملة الدعائية للسيسي، حيث تم تصوير المشير المتقاعد في الكثير من الملصقات الدعائية على أنه رئيس مصر القادم، بينما لا يرى من ينظر إلى صورته إلا وجها ممتلئا متفائلا، وربما مملا.

وبحسب فيسك، فإن مشكلة السيسي، وأمامه مشاكل كثيرة ليس أقلها الاقتصاد الذي يقف على حافة الانهيار، هي طبيعة التفويض الذي يبحث عنه.

وهنا يشير الكاتب إلى أن جولة في مراكز الاقتراع في وسط القاهرة قال عنها "لا تعكس إقبالا واسعا بالأعداد التي يريدها السيسي، ووجدت مركز اقتراع في شارع 26 يوليو بدون أي شخص باستثناء رجال الشرطة والجنود."

وضرب مثلا بأحد أصدقائه الذي ذهب لمدرسة في منطقة الجيزة مساء الإثنين الماضي وكان المقترع الوحيد، هبة شرف، مسؤولة فرع لمكتبة في القاهرة قضت دقيقة واحدة في مركز الاقتراع في هيلوبوليس لأنه لم يكن هناك سوى ناخبين اثنين في المركز.

وتساءل الكاتب عن معنى نتائج الانتخابات التي قد يزعم فيها السيسي أنه فاز بنسبة 82%، أي أعلى من النسبة التي حصل عليها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي صوت على كرسي متحرك، إذا كانت نسبة المشاركة لا تتعدى 20، مما يعني أنها ستكون أقل بكثير من نسبة المشاركة في انتخابات عام 2012.

ويضيف الكاتب تساؤلات أخرى عن معنى كل هذا، قائلا "هل هو تعبير عن الحلم المصري الذي ولد في أحضان الثورة، حيث فشل المصريون بإنتاج قائدهم فانتهوا لانتخاب قائد وعدهم بأن لا مكان للإخوان المسلمين في مصر، وأنه الرجل الذي سيحدد لهم القيم والمبادئ."

واختتم مقاله بالقول إن "في واحد من الملصقات الدعائية للسيسي احتفل برئاسته على أنها الطريق لاستعادة الدولة المصرية، وهذه نغمة تشبه نغمة نابليون بعد عام 1789 والمرحلة الدموية اللاحقة، ولكن نابليون كما نعرف واجه واترلو" .. وذلك في إشارة إلى هزيمة نابليون في معركة "واترلو" الشهيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق